العقل زينة .. بقلم / ماجد جاغوب
لقد منحنا الله العقول لكي نستخدمها في الخير، والتفكير الإيجابي ،ولكن البعض يأخذ صفات الببغاء أو البوم أو الغراب ، ومن هو في منتهى الذكاء ويكون جميل الشكل خادع المنظر والمظهر، وهجينا من ببغاء بزعيق البوم ونعيق الغراب ، أو أسطوانة مشروخة على ببغاء بشري يكرر مقولات الثعالب والذئاب ، بدون تفكير أو تمحيص، ولا يبحث عما وراء الأكمة، ولا يفكر بما يردد أمامه، ويكرره وهو غير صادر عنه ، ولكنه يتناغم مع ما يختلج في أعماقه من مشاعر سلبية ،خصوصاً إذا كانت هناك مكافأة من بعض الحبوب التي يلتقطها بجيبه لا بمنقاره، ومحسوب على فئة (معاهم معاهم عليهم عليهم)، فهو فاقد للشخصية وللخصوصية معاً ، وإذا كان العدو العاقل خير من الصديق الجاهل، وإذا كان الجاهل عدواً لنفسه ولا يستطيع أن يكون صديقاً لغيره ، فما الحال إذا كانت ميزة العدو الطمع والدهاء، وميزة الصديق انعدام الفطنة في عالم تكثر فيه الثعالب والذئاب التي تتكالب مع الهجين الثلاثي ودافع الثمن الذي يعاني من ممارسات المتكالبين، هم العقلاء من الناس الراغبين في عيش حياة حرة كريمة بأمن وأمان واستقرار، ولكن لا أمل للعاقل أن يحيا كما يشتهي في عالم تتكالب فيه قوى غير عادية ،تعتدي أو تساعد على الاعتداء على حياة الآمنين وحقوقهم الخاصة والعامة ، وتحول حياتهم إلى جحيم فوضى وقلق ، بسبب انعدام الأمن والأمان تنتج عن ممارسات يرفضها أي عاقل، ولكنها تحدث عندما تتعاون مصالح فئات أنانية مع المسارح المفتوحة للعروض على مدار الساعة، وهمها إصدار براءات ذمة ،أو توزيع التهم أو قلب الوقائع بعيداً عن الحقيقة وتستعين بمناظر لا إنسانية تصبح عادية في نظر المشاهد لكثرة تكرارها ، بغرض تثوير المشاعر ،وتغذية الأحقاد، وإيقاظ الفتن، وتفتيت مجتمع بإشغاله، بأمور لا توفر له الأمن ولا الأمان، وتزحلق رغيف الخبز من يده ،ويطير النوم من عينيه، ويعيش بقلق وتوتر دائمين ، قلقاً على القادم المجهول ،وندماً على الماضي الذي كان مقبولاً إذا قيس بالحاضر ،الذي أصبح لا يطاق لأهداف لا تخدم مصالح الأوطان ،ولا مستقبل المجتمعات، بل تزيل بعض قشور التطور للعودة إلى قرون للوراء ،وهنا لا يمكن القول إلا إن العقل زينة لصاحبه إذا فقده فقد كل شيء .
