العشق والتعلق .. بقلم / عبد الصمد الحيريش:: المغرب
الحب حير العقلاء وأبكى الأقوياء وأفقر الأثرياء وأغنى الفقراء وحول أشقى الأشقياء إلى أسعد السعداء … أو العكس ... كتب عنه كبار الشعراء والأدباء وعبر عنه الفنانون والمتكلمون ... لم يستطع أحد أن يعطي له تعريفا ولم يتمكن أحد من أن يجد له تصنيفا. نفاه من لم يعرف طعمه، وأثبته من ذاق حلاوته، وتبرأ منه من جرب مرارته.
فما هو الحب ؟ … لنسأل عنه من ضحى من أجل المحبوب رغم فقره ومرضه … لنسأل من حافظ عليه رغم المسافات والتناقضات والصعاب والآفات … الحب لا شرط فيه ولا اشتراط … الحب هو عندما يتبسم العجوز في وجه زوجته العجوزة مقبلا يدها بإخلاص … يكون الحب أو لا يكون … اسألوا أجدادكم الأتقياء الأنقياء الأوفياء الذين لم يتلوثوا بالأفكار المادية وبالمؤثرات الإعلامية الخارجية واتركوا عنكم الخزعبلات الإستهلاكية الرأسمالية التي تصور الحب في الجسور والحدائق والمطاعم وغرف النوم وتربطه بشروط الوسامة والغنى والهدايا والكلام المعسول ... حب القرن الواحد والعشرين الذي تحكمه الصورة والمصالح وتقمص أدوار الأفلام والمسلسلات … حب أموالهم مع حب جمالهن تحت قالب هزلي مسرحي لونه أحمر تحركه الغدد والأوهام.
اختلطت مفاهيم الحب بأحاسيس العشق والتعلق ... اختلط عليهم الحب بالحالة الهيلمانية التي يكون عليها الإنسان حينما يفرز دماغه هرمونات الإثارة في أول أشهر التعارف ... تلك السعادة الغامرة التي تأخذهما فوق السحاب وخارج الزمان والمكان بل تأخذهما إلى عالمهما الخاص الذي رسماه بإحكام وسطرا له القوانين والطقوس والعادات وأصبح المحبوب كاملا خاليا من الشوائب والنواقص في عين حبيبه وأصبح للحياة معنى ومغزى وغاية في قلوبهم … تستمر هذه الفترة زمنا … لكن سرعان ما ينقلب سحر الهرمونات والأحاسيس الجياشة عليهما ... فتتسرب الشكوك إلى القلوب وتظهر العيوب للعيان … تمضي شهور العسل لتبدأ سنوات البصل والرتابة والملل … تذهب العواصف فيرجع الهدوء … ليجد الرجل نفسه أمام إمرأة … والمرأة أمام رجل … فيبدأ النزال بين الأنوثة والذكورة … بين مكونات المرأة وصفات الرجل … عندها يوضع الحب على المحك … عندها تشخص الحالة … عندها يبنى الحب تدريجيا كما انقضى العشق تدريجيا، أو يموت الحب وهو في بطن العشق … لأن دوام حال العشق من المحال … الحب هو الذي يدوم … ولدوامه أقوال وأفعال … ينجح فيه من أحب فعلا … ويفشل فيه من لم يحب أصلا
فما هو الحب ؟ … لنسأل عنه من ضحى من أجل المحبوب رغم فقره ومرضه … لنسأل من حافظ عليه رغم المسافات والتناقضات والصعاب والآفات … الحب لا شرط فيه ولا اشتراط … الحب هو عندما يتبسم العجوز في وجه زوجته العجوزة مقبلا يدها بإخلاص … يكون الحب أو لا يكون … اسألوا أجدادكم الأتقياء الأنقياء الأوفياء الذين لم يتلوثوا بالأفكار المادية وبالمؤثرات الإعلامية الخارجية واتركوا عنكم الخزعبلات الإستهلاكية الرأسمالية التي تصور الحب في الجسور والحدائق والمطاعم وغرف النوم وتربطه بشروط الوسامة والغنى والهدايا والكلام المعسول ... حب القرن الواحد والعشرين الذي تحكمه الصورة والمصالح وتقمص أدوار الأفلام والمسلسلات … حب أموالهم مع حب جمالهن تحت قالب هزلي مسرحي لونه أحمر تحركه الغدد والأوهام.
اختلطت مفاهيم الحب بأحاسيس العشق والتعلق ... اختلط عليهم الحب بالحالة الهيلمانية التي يكون عليها الإنسان حينما يفرز دماغه هرمونات الإثارة في أول أشهر التعارف ... تلك السعادة الغامرة التي تأخذهما فوق السحاب وخارج الزمان والمكان بل تأخذهما إلى عالمهما الخاص الذي رسماه بإحكام وسطرا له القوانين والطقوس والعادات وأصبح المحبوب كاملا خاليا من الشوائب والنواقص في عين حبيبه وأصبح للحياة معنى ومغزى وغاية في قلوبهم … تستمر هذه الفترة زمنا … لكن سرعان ما ينقلب سحر الهرمونات والأحاسيس الجياشة عليهما ... فتتسرب الشكوك إلى القلوب وتظهر العيوب للعيان … تمضي شهور العسل لتبدأ سنوات البصل والرتابة والملل … تذهب العواصف فيرجع الهدوء … ليجد الرجل نفسه أمام إمرأة … والمرأة أمام رجل … فيبدأ النزال بين الأنوثة والذكورة … بين مكونات المرأة وصفات الرجل … عندها يوضع الحب على المحك … عندها تشخص الحالة … عندها يبنى الحب تدريجيا كما انقضى العشق تدريجيا، أو يموت الحب وهو في بطن العشق … لأن دوام حال العشق من المحال … الحب هو الذي يدوم … ولدوامه أقوال وأفعال … ينجح فيه من أحب فعلا … ويفشل فيه من لم يحب أصلا
