-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

فسحة الأمل .. بقلم / ابتسام الامارة

فسحة الأمل .. بقلم / ابتسام الامارة
كم تعجّبتُ من أستاذي فهو دائم التفاؤل !
من أين يأتي بهذه المعنويات العالية؟
نسأله نحن تلاميذه:
-رغم الأحداث التي تمرّ بها البلاد نراك مبتهجا ضاحكا ، كيف؟
يجيب:
- "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!”
عندما يتكلم بموضوع يجعل الطرفة عنوانه ، يهون الخطب الجلل، يسكب المتعة في أسماعنا، لا ينفرنا من الحياة ، بل على العكس يحبّبنا بها ،كان أُستاذا بمعنى الكلمة .
وفي ذلك اليوم أكمل شرح المادّة ،ثم أردف قائلا:
- سأقصّ عليكم اليوم حكاية عشتها أمس فيها عبرة لكم و لي،
بدا وجهه حزينا شاحبا هذه المرّة ليس كعادته، مع ابتسامة فاترة أخفاها نثر الشيب الذي غزاه في ليلة و ضحاها،يحكي بهدوء :
قد أحتجتُ إلى بعض الفحوصات الطبّيّة الغير مهمّة...
أشار بكفّه إلى الخلف كأنه يرمي شيئا ..
لذا ذهبت مع صديقي الذي يعود ابنته المريضة في المستشفى كانت طفلته مصابة ب "سرطان" عمرها ست سنوات فقط ،رقيقة و شاحبة تحرك رأسها الأصلع بسرور كأنها تقرأ الأناشيد عندما تتكلم ...
تضحك وتلعب تريد الحلوى تحمل
دميتها مسرورة لا شيء يعكر صفو طفولتها....
أعتقد أنه يمهد إلى شيء،
نصغي إليه وكأنه يروي لنا من حكايات لا تنسى وهذه الصغيرة هي "سنو وايت" ..
صوته الحزين يهمّهم مثل رياح التغيير أفاقت له نائمات المشاعر، حرك الساكن و أجرى الدافق ...
بعد أيّام غاب أُستاذي ولم يأتِ لإلقاء المحاضرات!
كثر الحديث والظنون، وجاء آخر بديلا عنه..
كان مكانه فارغا باتساع الفراغ بين السماء والأرض .
لم تمرّ الايام إلا كسلحفاة هرمة
وليس هناك من جديد لا أخبار
ولا عودة ونحن ننتظر ..
دخلت ذلك اليوم لأجد زملائي مجتمعين يتحدثون عنه وهناك دموع
أوجست منهم خيفة وارتعش قلبي، بعض المرّات تزعجنا الحاسة السادسة وأننا نتكهن ما هو آت فالعلم عند الله .
اقتربت أستوضح الأمر قال أحد الزملاء
البارحة زرت الأُستاذ في بيته ، قد كان مصاب بمرض "سرطان"
خفنا جمعينا و بكى البعض منا
حتى أكمل و قال :
كانوا في حزن كبير نقلوا زوجته
إلى المستشفى
لم أستوعب الحديث كدتُ افقد الوعي قلت:
- مات... وأنا ابكي
رد :
- نعم مات
لم اتمالك دموعي قلت إنا لله وإنا إليه راجعون كان رجلا صالحا و أُستاذا عظيما .
قالوا من تقصدين؟
- الأُستاذ .
- لا لم يمت الحمد لله هو بخير
قد أخذ العلاج مفعوله وبدأ يتماثل للشفاء.
_ اذا من الذي مات ونقلت زوجته
إلى المستشفى..!!
-عندما ذهبنا كعادتنا للاطمئنان على الأُستاذ وجدنا جارهم قد تعرض لحادث وزوجته لحقته إلى المستشفى ...
تركتهم يكملون حديثهم ومشيت وأنا أردد لقد أحياه الأمل
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!”

عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية