فلسفة التحنيط ... بقلم / يحيى محمد سمونة
على الرغم من محاولاتي المتكررة جدا في التفريق بين العلم و المعرفة، إلا أن صديقي يأبى إلا أن أعيد الكلام في الفصل بينهما، و ذلك بالنظر إلى أهمية ذلك بالنسبة لمن أراد التأسيس لفلسفة سوية تستقيم معها حياة الأفراد و المجتمعات.
قلت: العلم هو: أمر الله تعالى و كلماته في الوجود - و لقد علمنا بما علمنا إياه ربنا تبارك وتعالى أنه (لا تبديل لكلمات الله)[يونس64] و هذا يعني أن العلم هو في ذاته يمثل الحقيقة المطلقة، فإذا قلنا بأن الصيغة الكيميائية للماء هي/H2O/ فإن أيا من البشر لا يمكنه البتة أن يبدل صيغة الماء هذه في الوجود لأنه لا تبديل لكلمات الله، و غاية ما يمكنه الإنسان فعله إزاء ذلك هو أن يبدل صيغة الماء هذه في المختبرات و على نطاق ضيق ليس إلا -
و أما المعرفة فهي: قراءة و بحث و دراسة و نظر و تبحر في كلمات الله تعالى - قلت: كلمات الله هي الأشياء الكونية التي قد شاءها بعلمه -[و قد تصح قراءة الإنسان هذه أو لا تصح] و إن الإنسان حين عرف ببحث و دراسة خواص الماء و صيغته الكيميائية "مثلا" فتلك هي المعرفة التراكمية المتحصلة للإنسان - و ما ذلك بعلم -
و بيان ذلك في الوقفات التالية:
1 - العلم يعني إضفاء علامة على شيء ما. و الله تعالى إذ أضفى على الأشياء خواصها و خصائصها و صفاتها و قوامها فذلكم هو علم الله تعالى فيما شاء بعلمه. و إن الله تعالى إذ
شاء شيئا ما فقد أمضاه في الوجود بعلمه و جعل له أثرا و تأثيرا و حركة تمضي بعلمه فلا يمكن لأحد من بشر أن يغير مسار تلك الحركة أو أن يثبطها أو أن يلجمها أو أن يحول دون قيامها و ما يكون لها من أثر و تأثير في الوجود، و أيضا فإن غاية ما يمكنه الإنسان فعله إزاء الحركة التي أمضاها الله تعالى بعلمه هو أن يعرف كيف يستثمر بضعة من تلك الحركة و يوظفها في صالحه إن أمكنه ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
1 - العلم يعني إضفاء علامة على شيء ما. و الله تعالى إذ أضفى على الأشياء خواصها و خصائصها و صفاتها و قوامها فذلكم هو علم الله تعالى فيما شاء بعلمه. و إن الله تعالى إذ
شاء شيئا ما فقد أمضاه في الوجود بعلمه و جعل له أثرا و تأثيرا و حركة تمضي بعلمه فلا يمكن لأحد من بشر أن يغير مسار تلك الحركة أو أن يثبطها أو أن يلجمها أو أن يحول دون قيامها و ما يكون لها من أثر و تأثير في الوجود، و أيضا فإن غاية ما يمكنه الإنسان فعله إزاء الحركة التي أمضاها الله تعالى بعلمه هو أن يعرف كيف يستثمر بضعة من تلك الحركة و يوظفها في صالحه إن أمكنه ذلك ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
أيها الأحباب: لعل هذا الكلام لم تألفوه قبل، فتفكروا فيه من قبل أن يشرع أحدكم يرد علي فيه، فمن وجد فيه ما يخالف الصواب فأرجو منه تصويبا عن خبرة خبير ما أمكن ذلك، و شكرا.