حورية الكون
بقلم / عبدالزهرة خالد
أسمعُ صمتَكِ من بعيد
أبعدُ بقليلٍ من شرياني القريب
زفيرُكِ يُسملُ عيونَ النّجوم
بإبرةٍ خرمها حسرةٌ يجرها الأنين ،
طولُكِ كالخيطِ المفتول
الذي لا تستوعبه ثقوبُ الضياء
بل يلتفُ حولَ أعناقِ الشوق
ويكحلُ أهدابَ الوعي .
خصركِ يطوي كتبَ التأريخ
على مدى العصور
كأني في يومٍ يُخلقُ من جديد ،
ليعلمَ العالمُ
بدونكِ ألبسُ رداءَ الخوف
وأخشى رقصةَ الموتِ
فوق رأسِ القنا
وأخافُ حتى من شفاهِ التين .
شهدَ ذلك الفرسُ الهارب
من غبارِ البحثِ عنكِ
رأى فيكِ سماءَ الأحلام
متموجةً بالآمال
تحت سفينةِ الكتابات
وأدركَ عينيكِ التي قلّبتِ على القوافي الموازين .
تعرجُ الأوصافُ مائة معراج
من قبةٍ خضراء
على بُراقِ الوحي
وسط مُدنِ الأتقياءِ وعاصمةِ الأنبياء .
يكْتَمِلُ الصدقُ في التعبير
أمام مرايا وجهكِ المنير
لا تتوقفُ همساتي
من رضاعةِ أثداءِ القمر
عند سدرةٍ مستديمةِ الظلال .
لأنكِ لا تريدين النهاية
في كلِّ الاحوالِ
يا حوريةَ الأشعارِ
أنتِ امرأةُ الكونِ مستلقيةٌ على الآثار
لا يهمكِ الهوى من نظرةِ الرجال ،
من بؤبؤِ الشمسِ تتكورين
متى ما تكونين ،
من جسدي تنفلقين
خذي ما تبقى مني
وكوني كما أنتِ من قبل ومن بعد
لأنني لا أحتاجُ إلى نفسي
أنتِ التكوينُ الكبير
في عالمي الصغير…