شالي يُعاتبُ.. بقلم / ميساء زيدان
شالي يعاتب منْ قَدْ أَخبرَ الشالَا
هواكَ في خاطري قدْ صارَ أطلالا
ضفائري الشُقْرُ كم شمّ العبيرُ بها
أني رَمَيتُكَ فوقَ الدربِ أثمالا
عَلمتُكَ العِشقَ ريحاناً و غاليةً
وغَيمَ بوحٍ على الآفاقِ هَطالا
و موسماً كرَبيعِ اللهِ مؤتلقاً
فَردَدَتكَ غصونُ الضوءِ موالا
غدَرتَ بي كيف طعمُ الغدرِ يا رجلا
و لم أذقهُ أنا هل كانَ قتالا
تميلُ بينَ النساءِ العابراتِ غِواً
كقرصِ شمسٍ وراءَ الحُسنِ ميالا
لقدْ سَقيتُكَ ماءَ المزنِ صافيةً
فكيفَ أشربُ من كفيكَ أوحالا
فجرتُ فيكَ ينابيعاً مُرَقْرَقَةً
فَعُدتَ في غفلةَ الينبوع صلصالا
و كمْ وقفتَ ببابي مثلَ عبدَ هوىً
كمْ انحنيتَ على كفيّ اجلالا
سجَنتَ أطيارَ روحي و المدى عبقٌ
و الآنَ أكسرُ أقفالا و أغلالا
قدْ كانَ قلبيّ شلالاً يفيضُ هوىً
و صارَ حقدي عليكَ اليومَ شلالا
حَلُمْتُ بالأمسِ أنْ تغدو على عنقي
عِقداً فريداً و في زَنديّ سلسالا
إنْ كنتُ لمْ أكتشفْ بالأمسِ ما خطئي
فاليومَ و اللهْ لا أرضاكَ خلخالا
فتحتُ بابَ حنيني لمْ أجدْ أحداً
إلا الرمالَ التي تنعاكَ و الآلَ
تظنُ أني كما قدْ كنتُ عاشقةً
كتابَ وجهِكَ أو ماضيكَ مازالَ
و هل تظنُ بأني قدْ أعودُ كما
يعودُ طيرٌ الى عشِ الهوى ؟ لا لا
عينايّ كم قالتا للريحِ : لا تقفي
فلنْ تكونَ الى عينيكَ مرسالا
الآنَ أدركتُ أن العشقَ أكرمني
لمّا نسيتكَ عندَ البابِ تمثالا