الأب الروحي
( مقطع قصير من سيرة طويلة )
الأديب أحمد أبو حليوة
( مقطع قصير من سيرة طويلة )
الأديب أحمد أبو حليوة
نعتني صديقي الفنان المسرحي عبد الحكيم عجاوي بذلك ذات يوم، مؤكدا على دوري في إعادته إلى عالم المسرح بعد توقف دام أكثر من عشر سنين، لينطلق مع البيت الأدبي للثقافة والفنون في مئويته الشهرية في السابع من آذار عام 2013، محولا بذلك هذا التاريخ إلى نقطة انطلاق مجموعة وخزة للفنون الأدائية، التي استطاعت أن تقدم قرابة الخمسين عرضاً مسرحياً قصيراً خلال عامين، ضمن إمكانات بسيطة، معتمدة عليه بشكل أساس في الارتجال والتأليف والتمثيل واﻹخراج، وساعده بقوة وإخلاص في التمثيل عائلته من آل المقدادي، حيث شاركوه ذلك بمنتهى الحب رغم افتقادهم للخبرة في ذلك، والتي لم يكتسبوها إلا من (وخزة) التي اتخذت من الهيئات الثقافية المختلفة حاضنة لعروضها بدءاً من البيت الأدبي للثقافة والفنون، ومروراً بكل من صالون الرصيفة الثقافي ونادي أسرة القلم الثقافي ومنتدى الرصيفة الثقافي أيضاً.
والأب الروحي وصفني به بداية مؤسس ومدير صالون الرصيفة الثقافي صديقي الأستاذ عمر قاسم، مؤكداً على دوري ودور البيت الأدبي للثقافة والفنون في إلهامه الفكرة وعمله على تقليدها في منطقة الرصيفة، حيث أحدثت حراكاً ثقافياً كبيراً وكمياً مشهوداً خلال ما مضى من أعوام.
الأب الروحي لمجموعة وخزة للفنون الأدائية، والأب الروحي من قبل لصالون الرصيفة الثقافي، والأب الروحي من قبلهما للبيت الأدبي للثقافة والفنون، أمر يبهج روحي ويفرح نفسي، ويحرك في أعماقي الكثير من الأحاسيس العذبة والمضطربة، بالرغم من وجود قرابة المليار أب حقيقي على وجه هذه الأرض، إلا أنّني بعد عقد ونيف من الزواج ومن زوجتين على التوالي، لم أكن واحداً من هؤلاء الآباء، إذ لم أوفق في أن أكون أباً حقيقياً حتى الآن، ومع ذلك شاء القدر أن أنجح في أن أكون أباً روحياً لثلاث هيئات ثقافية معروفة في الزرقاء، بل وبعضها على مستوى الساحة الثقافية الأردنية ولفنانة تشكيلية هي صديقتي التي تكبرني بقليل أعوام وهي الرائعة فجر إدريس التي لا تفتأ تردد ذلك مراراً وتكراراً، وكلّ هذا يعد أمراً مدعاة لمشاعر مختلطة وملتبسة بين الفرح والحزن والفرح من جديد، الذي أستشعره على الدوام من بعض البشر الدافئين حولي.