ثقافة الإنسان العربي ... إمضاء : الأستاذ الدكتور بومدين جلالي - الجزائر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وُلِدت ثقافة الإنسان العربي منْ رحِم المقاومة - مقاومة طبيعة الصحراء، ومقاومة شراسة الأعداء - ثمّ تعمّقت وتوسّعت وتطوّرت بثقافة الإسلام التي تشكّلت بدورها من مقاومة الشرّ بكل أنواعه، سواءً كان ذلك الشر داخل الذات أوخارجها ، في عالم الشهادة أو في عالم الغيْب ... ومع تتابُع الليل والنهار وتوسّع الأفق الحضاري؛ اكتسبت تلك الثقافة المقاوِمة تجربة كبرى وتراكُما تاريخيا حين إدارة الصراع الدموي خلال القرون الأخيرة أثناء التصدّي للحملات الصليبة الشرسة ثم طوال الصدامات الثورية مع الاستعمار الصليبي الصهيوني الهمجي القائمة إلى يوم الناس هذا ...
من هنا؛ كانت الثقافة العربية الإسلامية وستبقى ثقافة مقاومة بالأساس ... فالإنسان الحامل لهذه الثقافة البطولية لايرضى بالذلّ والتبعية، ولا يسكتُ عن الفساد والظلم، ولا يقبل بالعبودية لغير الله تعالى ... ومن فعل من العرب وإخوتهم في العقيدة ما فيه مذلّة وما يجري مجراها؛ ففهمه للثقافة العربية الإسلامية فهْم ضيّق، مسطّح، مبتور عن اللبّ الجوْهري، إن لمْ يكنْ منعدماً تماماً ...
فمتى نفهم أنّ ثقافتنا نظامٌ معرفيّ مقاوم للجور والفجور والشرور، فيه حرّية الوجود في أعلى مستوياتها وكمال إنسانية الإنسان في أبهى تجلياتها، وليس مجرّد قشور لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحمي ممّا يخطّط له أعداء الإنسانية باسم الإنسانية البريئة من جبروتهم وطغيانهم وكراهيتهم المبرمجة للقضاء على كلّ من يختلف عنهم في مظهر مركزي من مظاهر حياتهم ؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
