درعا الحبيبة.. نص : الشاعر السوري محسن الرجب / الاردن
درعا الحبيبةُ ما قد خُطَّ في الكتبِ
وجهٌ على جبهات المجد لم تغبِ
سهلٌ على جذرِ تلٍّ شاهقٍ و رُبَـا
تسقي الأنام عصير الحبِّ بالعنبِ
إن جئتَ دوحتَها تخضلُّ تربُتها
حمراء لا ليس من بخلٍ ولا سغبٍ
لكنَّها البكرُ مازالت يُعتِّقُها
ذكرٌ شريفٌ إلى آثاره انتسبِ
فياضةٌ كرماً بالقطر إن لمعت
تلك الرعود ببرقِ الخير و السُحُبِ
أمَّا السنابل في أرجاء رقعتها
تاجٌ على شامخات الرأس والنُّصَبِ
ما أن يمُدَّ طلوعُ الشمسِ أذرعَهُ
حتى تُدلِّي لها عقداً من الذَّهبِ
بعفَّةِ البكر ما ضنت ببسمتها
في وجه عاشقها في لجَّة الغضبِ
كم مِنْ صروفٍ بها مرَّت وداجيةٍ
عادت خماصاً و سيفُ الغدر لم تهبِ
والأهل جودٌ و بيتُ العزِّ مربُعهم
لا خِبَّ فيهم وإن أثقلْت َ بالطلبِ
تلك الليالي بنور ِ البدر ِ ترسمهم
سيفٌ من النّارِ كانوا جمرَ مُلتهبِ
غصنٌ تفتَّح من أشجار غابتها
مثل النجيل على دربِ النّدى القشِبِ
لا ليس يؤلمهُ تلك التي غدرت
في الساح إن قُرعت صنّاجة الُّلجبِ
أحرار َ كانوا و ما زالتْ تُعاهدهم
أختٌ لهم بوفاءِ العهد لم تنُبِ
إني لأذكرها بالقلب أحفظها
فوَّارةُ الخير مثل النَّار في الحطبِ
من مسجد ٍ عُمريّ الأصلِ مُنْتَجب
فاحت مآذن ُ ذكر اللهِ فانتصبِ
هديٌ على. شرفات ِ الطهرِ ينشرهُ
شيخٌ جليلٌ بضوء العتم و الوصبِ
هذي هي بلدي يا سعدَ من لمست
أطيافهُ نفحة من روضها الخصبِ