على أجنحة الصقور .. نص / طاهر مهدي الهاشمي
المحلقون في سماوات الإبداع , الصاعدون على مدارج العطاء , المتأملون في أعماق الذات , والمترعون حبّاً وتقديساً للحق والخير والجمال , لا يمكن لأذيال أمجادهم أن تلوثها أوحال المطامع , أو تنال من نصاعتها أدخنة الحقد والحسد والغيرة .
إن من يمتطي أجنحة الصقور مرتفعاً عن سفاسف الصغائر , وتهافت الأذواق في مستنقع الأشياء , لن يهبط يوماً إلى مهاوي الانهيار , ولن تغيبه دوامة القطيع في جب الانكسار .
إن من يتجاوز بوعيه واقع الذّل والمهانات لن ينظر إلى الوراء , بل يمضي في حاضره الذي اختاره عن وعي وإرادة دوماً إلى الأمام
تدفعه رفعة أخلاقه , ونبل أهدافه , ولا يمكن أن يتراجع لحظة واحدة عن مبادئه ومعتقداته لقاء مكسب مهما عظم أو منفعة مهما بلغت من الإغراء
ولا يمكن ليأس أن يثبط عزيمته , ولا لكلل أن يرهق كاهله , إنه أبداً في قوّة أقوى الفرسان , ذلك لأنه آمن وصدّق وسار على درب واضح الملامح , بيّن الأهداف , ديدنه التفاؤل , ودأبه العطاء والمنح , فهو في كرم العظماء , وثراؤه ما بعده ثراء لأنه كنز متجدد , وينبوع ثرّ لكل من يريد الاستنارة في الحياة , تلك الضدّية المنتهجة لقطبين لا ثالث لهما : النور والظلام , وثنائيات لا حصر لتنوعاتها في خضم المفارقات .
طوبى لكم أيها المعتنقون أجنحة الصقور , والمرتفعون إلى آفاق التميّز والإبداع , بعيداً عن وصايات الأولياء .
