-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

فات الأوان.. قصة / السعدية خيا/المغرب

فات الأوان.. قصة / السعدية خيا/المغرب

كانا يعشقان بعضهما بجنون، يتضح ذلك من نظرة العيون أحب شيء إليهما الجلوس على شاطئ البحر ومشاهدة غروب الشمس يودعانها كل مساء كما يودعان سعادتهما إلى الأبد الأشياء الجميلة  لا تكتمل، هكذا تعودنا دائما والنهايات الحزينة والمأساوية كثيرة،قال لها أنت الروح التي تسكنني فإن غابت روحي غبت أنا،ولكن أنا من سيترك روحه ويغادر، بادرته متفاجئة أوا تتركني وعيناها العاشقة تلتهمه في خوف وشك، لم يجبها وإنما نظر إلى الأفق البعيد،حيث يرمي كل أسراره كان يحكي لها بعضا منها ولكن هذا بالذات أخفاه عنها حتى أثقل كاهله،ليس هذا فحسب، فقد افترق الحبيبان إلى الأبد لقد دبر بطلنا خدعة لترك حبيبته وليجعلها تكرهه جعلها تراه مع أخرى أوهمها أنها خطيبته وأنها هي كانت مجرد تسلية في حياتيه وانتهت،جعلها تتألم فعلا وتكرهه ،عادت بسرعةإلى منزلها قامت بإتلاف كل هدية أحضرها لها وأحرقت كل صورهما معا ولعنت الوقت الذي قابلته فيه، أبسرعة ينتهي الحب هكذا! أم هي لحظات غضب فقط، ويظل القلب يستشعر ذلك الدفء الخفي، مرت الأيام و الحبيبان يتألمان كل بطريقته،هي يسكنها إحساسها بالغدر والخيانة بينما يتألم هو آلام أخرى أشد من ذلك،ذات مرة كانت تمر بالصدفة من الحي الذي يسكنه هل هي الصدفةأم أنه الحنين ذاك الذي يجرها إلى هناك ،من يدري ،وجدت صوانا أمام البيت مثل الذي يكون في العزاء توقفت تسائل نفسها أتكون أمه ماتت ؟لم يخبرني يوما أنها مريضة،تبادر إلى سمعها أحد يتحدث :مسكين أصابه ذلك المرض الخبيث لم يمهله كثيرا ،ليجيبه الآخر أجل لا زال شابا، أحست أنها ربما تحلم أيكون هو لا أصدق أنه قد مات ولكن لا يوجد غيره بمنزلهم، لم تعد رجلاها تحملانها وأحست بدوار فسقطت مغشي عليها ،وعندما استفاقت وجدت نفسها بداخل منزله ورأت الفتاة التي كانت معه أخبرتها هذه الأخيرة أنها ابنة أخته وأنه اختلق تلك الخدعة ليبعدها عنه في فتراته الأخيرة ولكي يجعلها تكرهه ويخفف حزنها على فراقه،تساءلت يخفف حزنها لقد أصبح أضعافا مضاعفة الآن، قامت تجري إلى منزلها الغير بعيد حافية باكية تبحث في قمامة المنزل عن بقايا الهدايا المتلفة ودموعها تتساقط كالمطر تنبش في القمامة كالمجنونة وهي التي كانت تحب النظافة وتتقزز من الأوساخ تجمع كل قطعة تحاول ترتيبها ولكن الفتاة لحقت بها تحمل صندوقا قدمته لها وأخبرتها بأنه كان يشتري من كل هدية لك اثنان واحدة يحتفظ بها في الصندوق لهذا اليوم والأخرى يقدمها لك كما أنه ترك لك ألبوما به كل الصور التي تجمعكما كان يعلم أنك ستتخلصين من ذكراه حين تغضبين وستندمين حينما تعلمين الحقيقة لذا احتاط للأمر،صرخت باكية ولكن لماذا لم يتركني بجانبه في لحظاته الأخيرة، لماذا لم يصحبني معه إلى جلسات علاجه لماذا أقصاني من حياته وحرمني أن أواسيه وأواسي نفسي، أبهذا يكون رحمني من العذاب لا لقد أدخلني في حالة اكتئاب اه كم هو صعب الفراق.

عن محرر المقال

Unknown

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية