يا رجب ... شعر / علي الشافعي
أدندِن الشعرَ لكنْ ليس بي طـَـــــربُ وانما مِرجلٌ في الصدر مُلتهِـــــبُ
تاهَ الزمانُ وحارتْ فيـــــــــهِ قافيتي وزمجرَ الحرفُ واشتدتْ به الريبُ
اصارعُ الليلَ والاشجــــانُ تصرعني وارقبُ الفجرَ والإشْراقُ يٌــرْتَقـــب
وسائِلي عن هوي نفسي فقلت لــــه ثرى فلسطينَ ما اهوى وانتســــب
ويشغفُ القلبَ تِحْنانا ومَوْجِــــــــدَةً حبُ الحجاز وارضُ النيل والعـربَ
والرافدان وما ادراك سرهمـــــــــــا فيضُ العطاء واهلُ النخوة النُجُــبُ
لكنها غصةٌ في الحلـــــــق خانقــةٌ يدمى لها القلبُ والافكار تضطــــرِبُ
منارةُ العلم في بغدادَ اذ سقطـــت وجِلّقٌ نُزِعَت اثوابُهـــــــــا القُشُب
قتلٌ وسحْلٌ وتجويعٌ وعــــــربدةٌ ولا يثورَ علـــــــى إذلالـه رجـــــب؟
وا لهفَ نفسي على شيخ وارملة اطفالُها سبعةٌ في الكـــــــوخ تنتحب
ساقوا معيَلهم للجُبِّ ثم غــــــدوا صفّوا المعيل وباعوا الجبّ واحتربوا
وغادروا كوخَها قاعا بقارعـــةٍ وخلفوها على اطلالـِـــه تَجِـــــــــــبُ
ساسوا العباد بأغلالٍ ومِقصَلــة واهلكوا الحرث بعد النسل وانتهبــوا
ومصمصوا كل عود اخضر رطب وكدّسوا في الخَوابي كـُـــلَ ما سلبوا
في كل يوم ترى المأساة فـــي بلد وكُلما امْعَنوا في جَلْدنا طرِبـــــــــوا
من ضيعوا عبَثا سلْمى بذي سَلَمٍ ويصدحون بلَأْواها اذا خَطَبــــــوا
العاكفون على آلاءِ ســــــــادتهم والشاكرون اذا مــا وُدّهم كسبــــوا
والراكعون علـــــى اعتاب كعبتهم والمذعنون فما يعلو لهــــــم شَنبُ
باعوا البلاد بِماخــــــور وغانيـةٍ وخلفوا الغِيدَ فــي البيداء تَحَتطِب
اين الحميَّةُ يا ســـــــــاداتِ امتنا حتى كرامتنا دِيسَتْ وتُسْتلَـــــب
ما دامَ سوطُ ذَوِي السّلطانِ قَبْلكمُ ولـــــن تدومَ كراسيٌّ ولا رُتــَــبُ
الفجر آتِ وقد هلــــــــــت بشائره مهما تكاثفت الانواء والحجــــــب
والركب سار وعين الله تحرســــه فاستبشر الخير كل الخير يا رجب