امرأةٌ لا تَقْرَأ
للشاعرة الفلسطينية نهى عودة
يسبغُ الليلُ حلّةً جديدةً
يراوغُ قوتي على انبلاجِ صبحِهِ
إن كانَ قمرُهُ
يختبئُ خلفَ غيمتِهِ السوداءِ
لسْتُ أدورُ في فلكِ المتاهاتِ
فهذي الحقيقةُ
قادمٌ لا محالةَ
أنا الراحلةُ
من حضنِ أبي
تلسعُني الحياةُ ألفًا
وأقولُ شمسٌ تكورَتْ
واشتدَ سطوعُها
فمالي عندَ اسودادِ وجنتي
إن كانَتْ دموعي
هي ما أحرقَها
يا حلمًا تاهَ عن طريقِه
في سنينٍ عجافٍ
ويا وحيًا
تراجعَ عن إيصالِ رسالتِهِ
فمالي إن كثرَتِ الرسالاتُ
وأنا امرأةٌ لا تقرأُ
يا قدرًا يهدي لي
كلَّ ليلةٍ قبلةً
إنْ آمنْتُ
بأنّ أحمرَ الشفاهِ أعذبَها
فمالي إنْ كثرَتِ الألوانُ
وأنا امرأةٌ
لا أعلمُ كيفيةَ بعثرتِه
على قميصِك
خذوا عني أحرفًا
كبلَتْني
وصرخةً أتقنُ أعلانَها
لكنّي لمْ أفعلْ
فأنا امرأةٌ
أخافُ فقدانَ الشجنِ في صوتي
فلا أعلمُ وجهتَك
إنْ مسّني الشوقُ في ليلي
أنا انعكاسُ مرآةٍ وضعوها على جنبٍ
فمن لي إن هبَّتْ رياحي
ولم أستطعْ أنْ أتعرّفَ مرّةً أخرى
على وجهي