نَزيفُ_الرُّوح
الشاعرة الفلسطينية نهى عودة
(ديوان : امرأة النور ترمي النرد )
لَمْ أَنْتصِرْ على هذا الكَمِّ
من القَلَق
كنتُ أَخونُ النَّوْمَ
وقدْ غادرَنِي شَغَفُ الوَرَقِ
حاوَرْتُ طِفلاً مُتَّخِذًا إلى السَّماءِ سَبِيلَهُ
كنتُ أدْنُو مْنْهُ..
لكنَّه كان مُسرِعًا
كيف لي أنْ آخُذَ جَوابًا
إنْ كان يَشْعُر
بِنَزْف رُوحِه
عند ارْتِطامِ صاروخٍ
شَقَّ الجِدارَ
رأيْتُه كامِلًا
رغْم أنَّ إصْبَعَهُ هناك
قدْ عَلِقَ
نادَيْتُ امْرأةً تُسرِعُ أكْثرَ
ما نحْنُ لَكُمْ وأنْتُمْ وَحِيدَونَ كُنْتُمْ
لَمْ تُجِبْ
كانتْ تُريد الاطْمِئْنانَ
على أطفالِها الذين سَبَقُوها
نظَرْتُ حَوْلِي
مَا كلُّ هذه العَتَمَة؟
النُّورُ ذاهِبٌ مَعَهَا
وَوَحْدِي مَنْ يُحاوِلُ اللَّحَاَق بِهم
لكنَّ الطَّريقَ إِليْهم قد انْغّلَق
نظَرْتُ إلى فَتاةٍ
لم تَزَلْ تَحُوكُ فُسْتانَ زَفافِهَا
تَتَخيَّلُ بأنَّه سَيَبْهَرُ الحُضُورَ
ويأخُذُ حدِيثًا خاصًّا لِلَيالِيَ عَدِيدَةٍ
تَمَزَّقَ الفُسْتانُ مع أشْلائِهَا
والدَّمُ تَناثَرَ في المَكان
حتى ظَنَنْتُ بأنَّ جَمِيعَهم قد غَرِقَ
أخَذْتُمْ رُوحِي ولَمْ تَتْرُكُوا
لي هُنَا شَيْئًا غَيْر خُذْلاَنٍ
اجْتاحَ ثَنَايَا الفُؤَادِ
لَمْ يَتَمَرَّدْ على وَجَعِي
لَمْ يُعِدْ اللَّمْعَةَ إلى خَدِّي
فلستُ أنا في بِلادي
غَرِيبَةً كنتُ وازْدادَتْ غُرْبَتِي
ولَمْ أشْتَرِ بَعْدُ سِوَى
كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّكٍ أقُودُ به جَمِيعَ
شُعُوبِ العَرَبِ