بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الله غافلا عما يفعل الظلمون إنما يؤخرهم إلى يوم تشخص فيه الأبصار)
كتبت : أ . نمارق جواد
إن التجاوز على قدسية القرآن الكريم وحرق علم العراق من قبل هذا "النكرة" ، لا يمثل مفهوما أو معنى لحرية التعبير، وإنما هو جزء من مفهوم الكراهية الحمقاء التي تسيطر على الفكر الغربي السياسي والاجتماعي والثقافي الجديد الذي يسود أوروبا والذي يؤشر إلى هشاشة مجتمعاتهم واحتضارها ثقافيا وأخلاقيا.
إنما هذا الفعل يجد في كل مفهوم قيمي وأخلاقي وثقافي مختلف تهديد وتحدي وجودي لقارة عجوز تحتضر تسيطر عليها حكومات الشواذ المنحرفين والمثلية الجنسية حيث تعد خطوة لتهديد وجود هذه الأمم بالانقراض نتيجة الانحراف عن سنن الله في خلقه.
ولذلك ما يحصل ليس حالة فردية ولا حالة تعبير عن رأي أو حرية شخصية وإنما هو مشروع قائم وقادم بقوة نحو مجتمعاتنا التي أصبحت تحت تهديد هذا الخطر القادم والمشروع الكوني الغربي.
لضرب قوى الخير والصحوة الإسلامية الفكرية الأخلاقية، ويبدو إن العراق سيكون قطب الرحى في هذه المواجهة الشرسة التي انطلقت منذ بداية مشروع هدام الحضارات ولا زالت مستمرة حتى الآن، تتلون وتتغيير أهدافها وغاياتها حسب قدرتها على الاختراق والبقاء والنمو، فهي يوما كانت صراعا حضاريا ويوما كانت قوة ناعمة وفي يوم آخر هي ديمقراطية زائفة وفوضى خلاقة، وأحيانا هي تكوينات داخلية تعمل على تقويض المنظومات الفكرية الدينية والاخلاقية الضابطة لحركة المجتمع، وأحيانا هي انفلات في قواعد الحركة الإجتماعية وتنامي الأعراف القبلية على حساب الدين والقانون.
إن المخاطر الحقيقة ليس في حرق القرآن الكريم والاستهانة بمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين الذي لم تحرك في أغلبهم "كدول" هذه الحادثة مشاعر رد الاعتبار والاحترام والاحتجاج على أقل تقدير، وإنما المشكلة أن يبرر هذا السلوك من قبل فئات أو أشخاص على إنه حرية تعبير وإنه حادث عرضي ينم عن كراهية شخصية للدين الإسلامي أو العراق أو شخصيات دينية، إن التبرير هو أخطر مراحل الجهل والجريمة معا.
جميعنا يعلم إن حرية التعبير هي ممارسة قانونية، القاعدة الأساسية فيها عدم استفزاز الآخرين أو الاستهانة بمشاعرهم الشخصية أو ازدراء معتقداتهم وإن كانت وثنية في توجهاتها ومنطلقاتها، فكيف بمن يعمل على الاستهانة بدين سماوي مقدس، واحد من أكثر ثلاث ديانات انتشارا وعددا في العالم ، لذلك يحتاج هذا الفعل إلى مواجهة حقيقية تنطلق من جعل ازدراء الأديان جريمة دولية كما اوضحت رسائلنا ودياناتنا على بناء اواصر المحبة الداخلية لأبناء وطننا لأن مشاعر العداء واضحة وأهداف وغايات هذا المشروع خطيرة جدا فهي تتم برعاية حكومية أو منظمات دولية تجد من العولمة منطلقا لضرب قواعد القوة الأخلاقية في المجتمعات المسلمة بتهوين هذا الفعل حتى تنطلق إلى مراحل أكثر خطورة في غاياتها وأهدافها ، إن تبسيط هذه الغايات والاستهانة بها هو جزء من الاستغفال إن لم يكن هو الغباء بعينه، لأن الحادث تكرر مرتين فإن كان خطأ في تصرف أو سلوك تقديرات السلطات السويدية في المرة الأولى، فإنه في المرة الثانية إصرار على هذا الفعل وتحدي واضح وتعمد على الاستهانة بالقرآن الكريم وسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة لها تاريخها الحضاري وخصوصيتها الدينية الاعتبارية ، وهي ليست في حالة عداء أو حرب مع مملكة السويد، وهذا الفعل من السلطات السويدية تجاه العراق هو تعبير عن كراهية تستوطن نفوس هؤلاء الشراذم المنحرفين تجاه كل ما هو قيمي وأخلاقي وانساني لذلك علينا الحذر كل الحذر من هذا المشروع إلا أخلاقي ولا ديني لما يعد إساءة كبيرة للمواثيق والأعراف الدولية و الأديان والمعتقدات، تكرار هذا العمل الاستفزازي خطراً على السلم ، فكل ذلك بغية تحريض على ثقافة العنف والكراهية.
#القران_الكريم
#القرآن_الكريم_كتابي_ودستوري_وشريعتي
#القران_الكريم_خط_احمر
#نمارق_جواد