قصيدة . عشتار
.
ظَهَرَتْ كبَدرِِ حَطَّ فـوقَ سَنابلِ ... عشـتـارُ حُبٍّ في لِـبـاسٍ بابـلي
"
وَتَدلّعَـتْ في رقــــةِِ بجـــمالها ... وتسيرُ قربيَ كالندى المـــتثاقلِ
"
حَتّى انطلقتُ بعِـشقِها بحماسةٍ ... ماهَـمَّني في الحُـبِّ كيـدُ العاذلِ
"
حوراءُ تَقتَطفُ القلوبَ بِقـــوّةِِ ... ملأتْ شعوريَ راحةً ومحـافلي
"
حَركاتُ رقصَتِها الرهيبةِ كُلُّها ... تُـغري بـجـسمٍ رائـقٍ مُتـكـامـلِ
"
طرَقَتْ نواقيسَ الغرامِ بداخلي ... وَغَـدوتُ أتلو عشـقها بـهيـاكلي
"
وترى فـؤاديَ عنـدها مُتَقـيّــداً ... دون الغناجةِ والجوى بسلاسـلِ
"
عَزَفَتْ بالحانِ الهوى في خـفةِِ ... فَطَـرَبتُ نشـواناً كقـلب الناحـلِ
"
تَهـتَزُّ بارقــةً بــكـل رشـــاقـةِِ ... كَسيوفِ حَربِِ في كفوفِ صياقلِ
"
كُلُّ النساءِ اِذا وضِعنَ أمــامها ... يبــدينَ كالـحَـرْض القـديمِ الزائلِ
"
تَتَـقادمُ السـنَواتُ والالقُ الّذي ... فيـهـا يَــزيدُ ونــورُها كَـمـشـاعلِ
"
نَفَحاتُ شوقٍ نحـوها لاتنتـهي ... والصدقُ يربـطُ بيـــننا بتــواصـلِ
"
تِلكَ الجميلةُ بالفــؤادِ تَدَلّـعَــتْ ... وَتَـمَــسّــكتْ بأواخــري وأوائـلي
"
منَحت فؤادي بلسماً وطـراوةَ ... مـن كـل طـيـبِِ جـاء دون مقـابلِ
"
وكأنَّ الوانَ الربيــعِ تجمـَّـعت ... فـي وجـهِــها بـِحــلاوةِِ وتـِكــاملِ
"
حوريّةُُ تَحكي بـأشعارِ الهوى ... حـتى تـضَوَّعَ عـطـرُها بسواحلي
"
بِسِجـالِها كُلُّ البحورِ تَجَـمَّعت ... غَـزَلا لِـتَـسـكُـبَـهُ بِلــحـنٍ هــائـلِ
"
في أَولِ الأَبياتِ مِنها حَطًمَت ... أَسوارَ قـلبيَ بَل جـميـعَ مَـعـاقـلي
"
كَـيفَ التصبُّرُ ياتُـرى بِغيابِها ... لاأَكتـفي حَـتمـا بـبـعضِ رسـائـلِ
"
في كرنفالِ الشعر ذقت محبةً ... ثبــتَـت بِـبُـرهـانِ الـوَفــا ودلائـلِ
"
الهمسُ مِنها كالخريرِ يُثيـرُني ... وكـأَنّـهُ في الروحِ عـزفُ عنـادلِ
"
وهي الَّتي لازلتُ ارشفُ كأسَها ... شهداً يُرافِـقُـني بغـيـرِ مَـناحلِ