النَّايُ همسي
إنْ كان َ صمتُكِ - يا روحيْ- على وجَعِ ؟
فالنَّاي همسيْ , وإحساسيْ , أيا وجعي!
تألّقَ الحُبُّ في قلبيْ و باصرتي
فصنْتُ شِعْريْ عنِ الإسفافِ والبِدَعِ
والنَّايُ بوحيْ إذا ما الهمُّ عاودَني
والنّايُ روحيْ , وآهُ الصَّمتِ في سمَعي
تحنو الظلالُ على دمعيْ تُهدهدُهُ
والشِّعْرُ يحنو , على قلبيْ مِنَ الهلعِ
إذ يزهرُ البوحُ في بُركانِ عاصفتي
ويُقبلُ الشطُّ ملهوفاً على البجَعِ
وتنثني الرُّوحُ إنْ مرَّ الحُداةُ بها
يا صاحبَ الدّيرِ ! سلْ لي ربَّةَ الوَدَعِ
باللهِ سلْها : وهل في الغيبِ مِنْ خبرٍ
إنْ كانَ يوماً إلى الأحباب ِ مُرتجَعي؟
يا نايُ ! هيمي وإذْ ما َ شئْتِ فادّكري
عودي حنيناً وكوني نشوةَ الولعِ
يا نايُ ! عودي إلى وديانِنا عبقاً
عودي حنيناً , وغنّي للحياةِ معي
عودي ابعثينا على أوتارِ غربتِنا
لحناً شجيّاً إلى العلياءِ, وارتفعي
يا روحُ ! هيمي على الآفاقِ وانعتقي
مِنْ ظلمةِ الليلِ والأوهامِ والطّمعِ
يا روحُ ! غنّي معَ الأملاكِ واشتعلي
ورداً وحُبّاً بلا غلٍّ , ولا طبَعِ*
عودي حنيناً كشمسِ الصدقِ تغسلُنا
جهلاً , صديداً وأوغاداً فلا تدعي
ما كان نأيي أيا همي , ويا وطني!
إلاّ لأجلِكِ - يا سمراءُ - أو جزعي
*الطّبَعُ بفتح الباء: الغشُّ
21/8/2015
من ديواني البجع البعيد منشورات اتحاد الكتاب العرب . دمشق

