لا فرق عندي " 1 "
نعمة محمد الفيتوري . ليبيا
سأكتب عن قصتنا التي نشأت في بداية التكوين
وحلم بها أفلاطون في مدينته الفاضلة
سأكتب كيف كانت ألحانها ساحرة..
كيف كانت ربيعا
يتدلي من أغصانه الشغف
أوراقا كتبت عليها اسماءنا التي لم ينادينا بها أحد ،
ساكتب كيف عشناها فصولا تناقضت مواسمها
وجف شتاؤها واختنق صيفها ،
ذبل ربيعها وشحب خريفها ،
مثل هذا العالم ، كذبة هائلة ،
كيف خدعتنا ؟
وكيف خدعناهم؟
لا فرق..
لافرق عندى الآن أن أنام في عينيك ،
أم على وسادة الضباب
فكلاكما يحجب الرؤية
ويخفي حقيقة العالم ،
لافرق عندي بين موت أو غرق أو رحيل
أو ندم علي خطيئة اقترفتها
أو لم اقترفها ،
لا فرق إن كان حبك يشفع لي
وهل يشفع الحب !!
عشت أخطو إليك عبر مسالك لم تتغير ،
كمتاهة بلا نهاية بينما كل شيء من حولي يتغير ،
حتى القلوب تتغير ،
تري هل سأتغير أنا؟
لافرق..
هل سأنساك؟ أتذكرك؟ أعيشك؟
لم يعد يهم الآن فأنا منذ التقيتك
تلاشيت فيك،
نسيت نفسي
وأدركت أني غبت عني
لا فرق عندي
تأتي المواسم أو لا تأتي
مع الفقد تتعطل الفصول
والقصيدة يقتلها الضجر
ويخنقها الغياب
لا فرق عندي . إن قتلتني ذبحا؟ شنقا ؟طعنا ؟
لافرق..
تعلمت أن لا اهتم بالطريقة
فالقتل للميت رهان خاسر
لا فرق عندي ..
أن أبوح بعشقك أو اكتمه
أن اعلن كراهيتك أو اخفيها
أو أن أقتلك أو أموت فيك
لا
فرق
عندي
نعمة*

