♧ نشرة أخبار الرَصيف ♧
جاء الصباح
والكون مذياع كبير
تُذاع عن بيتِها ..
آخر أخبار الرصيف
خالية من ذكرها
مسلوبة العبير.
تُنذر من نهارِ غربة مطلعه مُخيف
في شارعِ الرماد الذي كان إسمه :
بوابة السّعير
نشرة محجوبة عن الضياء والشهيق
يردد الرحيل,
أخبار فجر آخر وحيد
قد بات سكرانا على بابِ الصعيق
والصوتُ ذات الصوت يا سحابتي
رذاذ هجرٍ , يُغرق السعي ويحتل الطريق
والبحر نفسُ البحر , فيه موجتي
لا تأتي من سطحٍ ولا فجٍ عميق
وبين هذا الفيض وذلك والطوفان ,
عطشُ يكبر في صدري وألقاني غريق !
هكذا..
مرَّ صبحُ عل بابِ بقايا عُزلتي
حتى احتضنتُ وِحدتي
حت شككتُ فيَ , وفي وجودي
حتى ظننتُ أنني أعمدٌ أن تبقى قيودي.
سلَّم النهارُ المفاتيحَ وفرَ من كل الحواس
و استسلمت شمس كل الناس ,
لموجة النعاسِ.
وحمرة ( الفضاء) بأخباركِ الأخرى تُبشرني
بأيامكِ الأخرى تذكرني
وكل ما بين يديَّ الآن يا أنتٍ : غروب
وأنا لا أملك حتى سعرَ تذكرة الهروب
ثم إن الليل قد ( جنَّ ) كما اعتاد معي
أعاود الحسابَ والعد كصرافٍ فقير
في كفه الخير وفي أحشائه الجوعُ يسير
أًحصي النجمَ والآلام وقد أنسى..
ولا أنسى الذنوب
ثم يمضي الليلُ نشواناَ إلى خمارة الحي الكبير
يحتضنُ الدكة كُرهاَ , وبقايا الحاضرين
ويرتقي فوق الرؤوسِ منشداَ :
اني أنا الليل تَرَوْني موجعا..
و أنا أراكم ظالمين.
إني أنا الليلُ , ظلام
لكنني أوضح منكم وجهةً.. يا تائهين ..يا عاشقين
ثم ينهي الأنشودة العصما ونحو الباب يحبو
و يترك الأحلام صرعى صائحاَ : للبيتِ ربٌّ
يرجع للدربِ الذي قد جاء به من حيِّنا العتيق
يسلِم المفتاح للفجرِ الذي..
قد بات سكراناً على بابِ الصعيق
ويرفع الراية البيضاءِ ..
للهجرِ الذي احتلَ الطريق .
رافع الفرطوسي /البصرة 2022
العراق