عذرا
كان الوقت قد تأخر ..
وأسبلت المساكن جفونها ..
كعادتي في كل مساء ..
أوغلت في فضاء الأخيلة والذكريات !
أو أنها هي التي تزاحمت بباب الذاكرة !
نواصي الكلمات أسلمت دفتها لتلك الأخيلة
فيما نضوت عن جسدي ما علق به من حنين !
وفي جانب آخر جاهدت لكي أعيد إلى الروح سطوتها والشكيمة !
وها أنا أجدني أمام وجوه صفيقة في عريها تحت إلحاف حقيقة وحيدة ضاغطة .. إلحافك أنت !
لكن جدارا كتيما يفصلني عن دوي ذاك الوقت ، لأتلمس المسافة بين نبضك ووجدي ، بيد أني لا أقع لك على أثر !
فلا أنت معلق بسماء عميقة ، ولا أنت قار في قربك الأزلي !
دلني - إذا - كيف أوفق بين قربك هذا وبعدك جغرافيا ؟!
تبا للغة صموت فيما الحروف هلوسة الهاجس !
آه .. كم أنت هش يا بوح غب أن راودك زمن التعبير !
حتى وجودك الكتوم عاجز عن تلمس عزاء لكنه الترحال !
ألهذا خلفني هناك ..
على قارعة النسيان ؟!
ولكن هلا أخبرتني :
من انت يا هذا ؟!
أأنت العمر في ارتحاله الأليم ؟!
أم بداية سنين القهر ؟!
قد أدع القلب لسيمفونية الوجع !
وأتيح لحواسك كلها حق الإصغاء ..
فمن يدري ؟! قد يلهمك أساي مسارا جديد للحكاية !
مسارا لا يعتوره هلع ..
هناك ..
هناك .. قد نلتقي !
مرة اخرى من يدري ؟!
قد يتركنا القدر ..
عاشقين بلا زمن !
سمية جمعة سورية