نجوم عربية
موسوعة مجلة دار العرب الثقافية
بعضُ تجربتي ..
قاسم وداي الربيعي
مواليد 1967
طفولتي أمضيتها في قرية من قرى
محافظة ميسان , فكانت بمثابة رباطي المقدس الذي لازمني طويلا , وكان من الصعب أن
أبتعد عن مملكة الطين والماء فارتديت جلدي الأسمر ومضيت أبحث عن الجمال وافتش بين
ثكنات البردي عن عناوين القصائد التي كانت منقوشة على صفحات الماء والحقول . ورغم
البيئة الريفية كان بيتنا يحتوي على مكتبة تظم العديد من الكتب , فكنت أطالع
عناوين الكتب فقط , فسكن الكتاب أنفاسي ومضى هادئا في أوردتي رغم طراوة أناملي
وسنواتي العشر .
أستقر بي المطاف في بغداد بعد أن
تركنا ميسان التي أكملت فيها المرحلة الابتدائية , بغداد المدينة الكبيرة التي تصحو على حضارة
كبيرة وتاريخ زاخر بالمجد والثقافة , لكن الزقاق الذي جمعنا ( الثورة ) كان يسمى مدينة الفقراء , فعادت إليّ
طقوسي ثانية مرثية العوز حين كانت بيوت القصب تعج بلا شيء , فصاحبني الحزن وصار
الكتاب رفيقي الدائم , قرأت كثيرا , وتابعت أخبار الآدب والأدباء , وكنت أقضي أغلب
وقتي في مكتبات بغداد أبحث عن الكتاب , فاقتنيت الكثير , حتى كادت غرفتنا
المتواضعة تفترش لنا المؤلفات سرير .
تأثرت كثيرا بـــ عبد الوهاب
البياتي وناظم حكمت وبدر شاكر السياب و أمل دنقل وحسين مردان ومحمود درويش وتوفيق الحكيم و ت- س- إليوت و بول
إيلور و طاغور و آرثر رامبو وكولن ولسن وشكسبير وأسماء كثيرة , لكن الذي سكنني هو البياتي لكثرة منابر الحزن
في تجربته الشعرية حتى كانت قصيدته ( الموت في غرناطة ) ما يشبه الأغنية واللحن
الجميل فأرددتها في صمتي وصحوي , حتى شحذ
لساني وصرت لا أجيد إلا مطالعة دواوينه حتى في خنادق الجنود , وخلف دخان الحرب .
كتبت الشعر مبكرا , حينها كانت
نصوصي طرية , زمنها المرحلة الإعدادية بداية الثمانينات , فاشتدت قافيتي وصرت أبحث
عن صفحات الجرائد للنشر , فنشرت عام 1983 نصا صغيرا , أذيع في وقتها في الإذاعة
العراقية من بغداد , فشعرت بالزهو وأنا أعلق على الحائط ذلك النص الجميل , ثم مضيت
على محبة الشعر فصاحبت الكبار في وقتها للتعلم ومعرفة المزيد ..
بعد مغادرة المرحلة الإعدادية
ودخولي في التعليم الجامعي أختلف الأمر كثيرا فصرت أنشر الشعر والمقالة , فكنت
أنشر المقالة بثمنٍ فشجعني ذلك كي أعيل نفسي وأنا طالبا على قيد الفقر , وبدأت أقرأ جميع الأجناس الأدبية , مستفيدا من
مكتبة البيت فقد كانت عائلتي عائلة أدبية
صرف , فجميع أخوتي يقرأون بنهم وهم ينتمون إلى الشارع الثقافي , ولا أنسى
مكتبة أستاذي التي استعرت منها
الكثير .
جمعت ديوانا شعريا أسميته ( ساحل الأصداف ) لكنه كان
بمستوى ضعيف لأنني جمعت فيه نصوص الصبا التي كانت متخمة بالحب والصعلكة , فاكتفيت
باستنساخه لأنني وجدت إنه غير صالح للنشر
ثم أحرقته فيما بعد وكان ذلك نهاية الثمانينات .
بعد عام 2003 تغير الأمر كثيرا
, بعد أن أصبح الفكر حرا وانتشار الكتب بشكل كبير ومغادرة الرقابة والرقيب , حتى
اجتمعنا في شارع المتنبي وبدأ الاختلاط الفكري ومجالسة أهل التجارب الناضجة وكثرت
الأمسيات الثقافية , وانتشار الصحف بكثرة , فعادت إليّ رغبتي بالطبع فطبعت ديوانا
مشتركا مع زميلين لكن عرفت فبعدها أن الطباعة
المشتركة هي حزٌ للنصوص وعبث لا قيمة له , وهذا رأيي , بعد كل هذا اشتدت الأنشطة
وصرت لا أجيد إلا الشعر والصحافة .
أصدرت دواويني الشعرية وكالآتي ..
_ ديواني لأول نايات الوجد , ديوان مشترك
_ ديواني الثاني
( رفات شاعر ) طبع في بغداد , دار المتن
_ ديواني الثالث
( قيامة الطين ) طبع في دمشق عن دار كيوان للطباعة والنشر
_ ديواني الرابع ( ثقوب في نعش الأرض ) طبع في
دار النخبة في مصر \ القاهرة
_ ديواني الخامس ( غزوات النبض ) طبع في دار المتن \
بغداد
_ ديوان السادس ( لا توقظوا الشظايا ) لم يطبع بعد , من المؤمل أن يطبع في دار
الشؤون الثقافية
_ ديواني السابع
( رسائل الشمع ) لم يطبع بعد
_ مسرحية شعرية ( هذا ما قاله الركب الحسيني ) لم تطبع بعد
_ حوارات ..كتاب
بجزأين . ضم حواراتي الصحفية لأكثر من 100 أديب وفنان عراقي وعربي .
أعمل سكرتير تحرير في مجلة ( الآداب والفنون )
وأشرف على الحوارات الصحفية مع الأدباء العراقيين والعرب والفنانين التشكيلين وهي حوارات شهرية كما أشرف
على صفحة التحقيقات في المجلة
_ عضو اتحاد
الأدباء والكتاب العراقيين
_ عضو في اتحاد الصحفيين
حصلت على العديد
من الشهادات التقديرية والدروع ...لكني لم أشعر بالفخر أبدا من هذه الشهادات
والدروع لأنها لا تضيف للشاعر سوى الانضمام إلى تلك الضجة التي تربك تجربتي
المتواضعة لأنني أجد الشعر سلاح فكري لصنع الجمال
..
قُدمت دراسات نقدية
حول بعض تجربتي ودون علمي وهذا ما جعلني
أفتخر بتلك الدراسات ربما أشهرها دراسة قدمها ناظم ناصر في كتابه العين الثالثة
وكذلك الناقد عدي العبادي و الدكتور أنور
الموسوي قدم دراسة حول ومضات قاسم وداي وأستاذي عباس باني قدم دراستين جميلتين
أفتخر بهما ...ثم قدمت الأديبة السورية نجاح إبراهيم دراسة نقدية " السومري بين
حزن وقضية " وكانت دراسة قيمة أصبحت
فيما بعد مقدمة ديواني ( قيامة الطين ) كما قدم الشاعر والناقد علاء الحامد دراسة
نقدية جميلة كانت ضمن كتابة ( عربة الشعر ) الذي طبع في دار النخبة المصرية
وقدمت الناقدة
والتشكيلية التونسية خيرة مبروكي دراسة
لنص قمر الخراب وكانت دراسة جميلة أعتز بها أيضا , كما قدم الناقد محمد شنيشل دراسة نقدية جميلة
أعتز بها لأنها أول دراسة نقدية كتبت حول نصوصي القصيرة
حاورتني صحف عديدة
عراقية وسعودية وليبية , لكن يبقى أجمل حوار هو الذي نشر في جريدة رأي اليوم وقدمه
الإعلامي حميد عقبي وهي تصدر في فرنسا فقد كان حوارا كبيرا نشر فيما بعد في كتاب
ضم مجموعة من الأدباء العرب
أدرتُ العديد من
الجلسات الثقافية في أمسيات ثقافية لمنتديات مختلفة ربما تقديمي للروائية
والتشكيلية شهرزاد الربيعي والدكتور الشاعر جليل البيضاني والشاعرة فراقد السعد
والشاعر ماجد الربيعي والشاعر عادل الغرابي وأسماء كثيرة من مشهدنا الثقافي
العراقي
أتفرغ الآن للعمل
الإعلامي وكتابة الشعر والمقالة ..
قاسم وداي الربيعي
بغداد \ العراق
