قصة قصيرة
" جديلة فضية "
سكائر لا تنتهي ، تُلوّح لكَ الرئة بركلةٍ تُسعلكَ دخاناً ليشتعل عندكَ الحرف وحَبيبٌ دائما ماكان ينفد من بين السطور يَتِمدّد يَتباهى يُغيظني بترف الحروف التي تُرافقه بقلمي دون تلك الوسادة التي لاتنفع معها توسلاتي ليزورني ولو بحلم دافئ وأنا التي دَللّتهُ بأوراقٍ بيضاء إخضرت حتى قدميهِ وراحَ يَتَسلقُ بقلائدٍ مزهرةٍ تَهزُّ أطراف ِسريري ، تُشاكِسني بَلمساتٍ حنونة ، تَتسلل فوقَ صَدريّ يُداعبُ رَقبتي بأنفاسهِ الحارة الرطبة يَمتصُها شرشفي يتناسل معها وردا، دائما هي دقات ساعة الحائط من تسرق أحلامَ يقظتي ، نَهضتُ تناولتُ حذائي الأحمر قرب خِزانتي قَذفتُها به سَقطتْ أرضاً ، تَهشمَ زُجاجها وتناثر ، حَملتُها بيدٍ غاضبة ترتعش
_ غبية أنتِ يا ساعة الحائط _ فتحتُ نافذتي رَميتُها منه بكل إزدراءٍ ، سرتُ فوق الزجاج المتشظي ارتديتُ حذائي تَصَبغت قدمي بلونهِ وقفتُ أمام مرآتي أغازلها فَتحتُ لها ضفيرتي أُحدثُها عن حبيبٍ غابَ عنّي واليوم لعله يأتي ، تَنهدتْ بوجهيّ ! لَمستُ سَطحها الناعم مررت أناملي فوقها لأمسحَ ندى زفراتها
_ حارّة هي مرآتي رَطِبة كأنفاس حبيبي _ نظرتْ إليّ بتجهمٍ كبير سَحبتني من شَعري ! أوقفتني بِجاِنبها لأرآني ! ازدادت وتيرة دقات قلبي ليُعلنُ تَوقفَ نَبضاته عند جسدٍ انكمشَ وكل قطعة منه تئن بالوجعِ تَجعدتْ ثماره ووجه مُترهلٌ بخطوطٍ عميقةٍ غفى
بها الحبيب بطوله وعرضه كأنهُ سلطانٌ بسريرٍ واسعٍ وجديلة تَصَبغتْ بماَء مرآتي الفضّي .
طِنّ ، طِنّ ، طِنّ .. دقت ساعة الحائط مُعلِنة وقت الآذان ..
كان الوقت فجراً .
منى الصرّاف / العراق