فنان الحد الأدنى من الضوء دان فلافين Dan Flavin
الحبيب توحيد
يتكون عمل دان فلافين من مواد قليلة - اللون والضوء والفضاء. لكن ما تمكن من فعله بهذه العناصر التي تبدو بسيطة قد بلغ تراثًا مهمًا ودائمًا غير مسار فن القرن العشرين.
من مواليد نيويورك ، كان ينوي في البداية أن يصبح كاهنًا حتى ترك دراسته الدينية والتحق بالقوات الجوية الأمريكية. أثناء خدمته في كوريا بين عامي 1954 و 1955 ، بدأ فلافين في دراسة الفن كجزء من دورة موسعة تديرها جامعة ماريلاند.
في عام 1961 ، كان الفنان الشاب يعمل موظفًا في غرفة البريد في متحف غوغنهايم ، حيث التقى وصادق زميله الفنان سول ليويت والناقد والقيم لوسي ليبارد والرسام البسيط روبرت رايمان. وفي هذا العام أيضًا بدأ تجربة الإضاءة الفلورية.
جاءت هذه الأعمال الخفيفة من إيديولوجية مبسطة. استخدم فلافين تركيبات الإضاءة الفلورية الملونة المصنوعة ، وطور عمله تدريجيًا إلى تركيبات كاملة ، مما خلق لغة فنية جديدة تمامًا في هذه العملية. طوال الوقت الذي دفع فيه فرانك ستيلا حرفيًا حدود الرسم من خلال اللوحات المشكّلة ، كان فلافين يأخذ اللون من حدود اللوحة إلى مساحتنا المادية.
قال فلافين عندما تحدث عن عمله في الفيلم الوثائقي American Art في الستينيات: "على الرغم من أن التركيب يجب أن يبدو مستقرًا للغاية ، إلا أنه يسهل فهمه مع وجود مفارقة محيرة طفيفة ، حيث تعمل المصابيح خارج الزوايا ومع الزوايا".
نظرًا لأنه يمكن تثبيت العمل نفسه بشكل مختلف وفقًا لموقعه ، فإن الطبيعة الخاصة بالموقع بطبيعتها لأعمال فلافين أصبحت واضحة كعنصر أساسي في هذا النهج الجديد في صناعة الفن.
استخدم فلافين لوحة ألوان محدودة بشكل متعمد — أحمر ، أزرق ، أخضر ، وردي ، أصفر ، فوق بنفسجي ، وأربعة ألوان مختلفة. لم تكن الألوان مصنوعة حسب الطلب ، ولكنها كانت إعدادات المصنع الافتراضية. كل لون في التثبيت الفردي قابل للتبديل ، مما يعني أنه يمكن تثبيت الأعمال بطرق مختلفة حسب المساحة بمرور الوقت.
لقد كان واحد من بين الأشخاص الذين يؤمنون حقًا ، في السراء والضراء ، بأن بعض أبسط المواد هي الأفضل للتفكير فيها . قد يذهب المرء ليرى تقلبات الرسم المعاصر .
بتجربة الضوء واللون والمساحة طوال الستينيات ، بدأ فلافين في رفض العمل في الاستوديو تمامًا ، مفضلاً التثبيت في مساحة المعرض الفعلية حيث يمكن رؤية العمل - خطوة منطقية وعملية. كان يقوم في البداية بإنتاج الرسومات ، واستخدامها كمرجع لإنجاز العمل بمجرد شرائها ، وسيزود المشتري بشهادة يمكن استخدامها لاسترداد أي إصلاحات مستقبلية.
بدأت مهنة فلافين في الانفجار. أكمل أول تركيب له ، Greens Crossing Greens (لبيت موندريان الذي يفتقر إلى اللون الأخضر) في هولندا في عام 1966 ، ثم في عام 1968 حدد مساحة كاملة في ضوء فوق بنفسجي لـ Documenta 4 في كاسل. بعد ثلاث سنوات فقط في عام 1971 ، قام بإلقاء الضوء على الجزء الداخلي الدائري المفتوح لمتحف غوغنهايم.
طوال سبعينيات القرن الماضي ، أكمل فلافين العديد من التركيبات لمؤسسة Dia Art Foundation - وهي العلاقة التي لم تفرز فقط معهد Dan Flavin في بريدجهامبتون ، نيويورك ، ولكن أيضًا معرض "Dan Flavin: A Retrospective" الذي طاف حول العالم وعُرض في أماكن مثل مثل Hayward Gallery في لندن ، ومتحف Musée d'Art Moderne de la Ville في باريس ، و LACMA في لوس أنجلوس.
يمكن رؤية التأثير الدائم لفلافين في أعمال المعاصرين مثل روبرت إيروين وجيمس توريل ، الذين استمروا في العيش بعده. توفي فلافين بسبب مضاعفات مرض السكري في عام 1996 ، عن عمر يناهز 63 عامًا.
يتحدث فلافين بصراحة عن نقاد الفن والمتاحف وصالات العرض ويؤكد أن الناقد الفني الوسيط يعمل فقط على فصل الناس عن الفن نفسه. كما كان يروج لفكرة أن المتاحف يجب أن يكون لها علاقة مباشرة أكثر بفنانيها الأحياء ، وهو صريح في نقده للمؤسسات ، مثل متحف الفن الحديث ، لعدم قيامه بذلك. يقدم فلافين نقده ليس فقط للمؤسسات القائمة ، ولكن للفنانين أيضًا. يتهم تحالف عمال الفن (AWC) ، على سبيل المثال ، بالتباين الشديد والسياسي. كانت AWC منظمة من الفنانين وموظفي المتاحف والنقاد كان هدفها الأساسي هو إنشاء متاحف أكثر انفتاحًا وشمولية في مدينة نيويورك. و يناقش فلافين أيضًا علاقته المترددة مع نظام المعرض. يعترف بأنه كان أكثر انتقادًا لصالات العرض في الماضي ، لكنه يعتبرها الآن شرًا لا بد منه. كانت لديه آراء قوية حول مختلف اللاعبين في عالم الفن ولا يخشى التعبير عنها .