بيع الاعمال الفنية بالعملات المشفرة
أ: عصام عسيري بيع الأعمال الفنية بالعملات المشفرة NFT:
ظهرت العملات المشفرة على استحياء بعد ظهور الانترنت وبعد رواج الألعاب الكترونية، معتمدةً عليهما في انطلاقتها بدايات الألفية، وكان يتداولها أعضاءها المؤسسون ومن أراد حفظ وادخار راسماله في عالم المال والأعمال أسهم وسندات ومحافظ استثمارية موثوقة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.
لعل أشهر العملات المشفرة مؤخرا هي عملة البِتكوينز، الذي كان يُعرض بمئة دولار لسنوات طويلة، ثم ارتفع لألف وظل لسنوات، ثم طار بشكل جنوني في الخمسة سنوات الأخيرة حتى ضرب الستين الف دولار، مما حدا المستثمرين يُقسّموا البِت الواحد ويجزؤوه لعدة حصص متساوية، وهبط لإثنين وأربعين ألف دولار بسعر اليوم.
ظهرت تقنية تشفير وتلغيز الأصول الفنية وترقيمها ببرامج خوترزمية بتقنية اسمها (بلوك تشَين)، مما يجعل العمل الفني وحدة واحدة غير قابلة للتجزيء، بتحويله من أصل مادي لأصل رقمي دِجِتال كرقم سري خاص بالكمبيوتر والانترنت فقط.
يندرج في هذا النشاط بيع اللوحات بجميع أنواعها ومقاساتها واتجاهاتها وتياراتها ومدارسها الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة والرقمية، وبيع المنحوتات المجسمة مهما اختلفت موادها وحجومها، كما تبيع كل الأصول الفنية كالأشعار والألحان والمقاطع الموسيقية ومقاطع الفديو آرت، وكلما يمكن بيعه حاليا بالطريقة النقدية "الكاش" أو البطاقة والفيزا والشيك والويستيرن يونيون.
خلال العام المنصرم ٢٠٢٠، والذي عانت سلبياً اقتصادات الحكومات والقطاع الخاص على السواء، لكن تصاعد البيع عبر الإنترنت والضغط على شركات الشحن، مما لجأ المستثمرون لاستخدام هذا الابتكار التقني المالي؛ لأنها طريقة آمنة لتدوال اللوحات والتماثيل والتحف والصور والفديوهات والمقاطع والتغريدات، كما ابتكر الفنانون تزامنا معها أعمالا فنية رقمية مخصوصة "دِجِتال" جديدة باستخدام برامج وتطبيقات الكمبيوتر المتقدمة في صناعة الصور ومعالجتها وتحريكها بذكاء صناعي رقمي، لبيعها للمقتني عبر الانترنت ويسلّمها ملفات بصيغة مقفولة مشفرة ذات إصدار واحد فقط عبر شركات تقنية وبنوك ومواقع الكترونية متخصصة.
هذه الطريقة تُسهّل للفنانين والصالات وجامعي اللوحات والأعمال الفنية بيع وشراء أصول الأعمال الفنية وحقوقها الكاملة، وتبقى مشفّرة محمية كشيك ذو قيمة، يُمكن تداوله بين المستثمرين في القطاع البنكي المتخصص بعمل الإجراءات التقنية والمالية اللازمة، وتزيد قيمة العملة NFT عبر الزمن لانخفاض العملات المحلية بسبب التضخّم الذي يأكل من قيمة العملات المحلية سنويا بشكل تدريجي، في حين تبقى أصول الأعمال الفنية وقيمتها الإبداعية والجمالية باقية لآخر الزمان ومغلقة ومشفّرة الكترونيا ولا يُمكن تقسيمها، وهي مُلك وحق لشخص واحد فقط. هذا جعل أكبر وأهم صالات مزادات وقالريهات وبنوك العالم في بريطانيا وأوروبا وامريكا كسوثبي وكريستي وفيلبس والقادم أكثر، تفاعلوا مع المستجدات واعتمدوا بيع وشراء الأعمال الفنية والتحف وغيرها بتقنية NFT# .
الجديد حاليا، هو صدور تقرير مالي ثلاث أرباع سنوي لشركات بيع المستلزمات التقنية التشفيرية "بلوكتشين" وما يتبعها، حيث نمت المبيعات نموا جنونيا في التسعة الأشهر الأخيرة من هذا العام، وقد تُلامس المبيعات أو تتجاوز المليار دولار، كما يظهر في الصور المدرجة.
ختاما، أتوقع أن تطوير قطاع الفنون والبنوك الوطنية والعربية عاجلا، سيسهم في نمو التداول والدخل الفردي والوطني لكل الدول العربية والعالم، وعلى العكس، أؤمن بأن التأخر في اللحاق بمستجدات العالم الذي استوردنا منه أساليب الفنون ونظم البنوك الحديثة والمعاصرة، سيغلق رافدا ماليا لميزانيات الدول والحكومات وحسابات الشركات والفنانين والمستثمرين في المجال، فالتأخر فيه ضرر يسود والإسراع فيه فوائد وتسهيلات عظيمة.
يهمني رأيكم اصدقائي، ما الذي يمنع سرعة التطوّر في هذا الخصوص؟
د. عصام عسير