تجربة
بقلم . ابتسام الامارة
يحمل هاتفه ويمشي في الممر إلى المطبخ
حين اصطدم به ابنه، افترقا كلّ واحد منهما في اتجاه، ابتعد عنه خطوات...
ثم توقف كأنه تذكر شيئا أن ابنه لم يقدم اي مبادرة لا اتهام و لا اعتذار.
ادار وجهه نحوه كانت خطواته المبتعدة اعادت اليه مشهد من الماضي، الموقف هذا مر به حين كان في عمر ابنه "كان يمشي وهو يقرأ قصة "الف ليلة و ليلة" اصطدم بوالده، تذكر كيف ارتعش تقديرا واحتراما .. عندها اعتذر لسانه وقلبه لأبيه"
سأل نفسه كيف وصلنا لهذا الحالة؟
مسك الهاتف نقر على الحروف بسرعة،
إلى أحبتي مع التحية...
اليوم أنا في اجازة سوف اقضيها مع العائلة
اشتقت لهم واظن أنهم ايضا اشتاقوا ألي سأغلق جميع وسائل التواصل الاجتماعي إلى الغد ان شاءالله.
عمم الرسالة و اغلق الهاتف.
ذهب إلى غرفته وجد زوجته منشغلة
باتصال جماعي مع صديقاتها، سحب الهاتف بهدوء واغلقه، قالت له بأنفعال:
- لماذا ؟
- مشى معها وهو يمسك يدها الليلة اجازة يا حبيبتي اريد ان اساعدك بإعداد العشاء
- انت؟
-نعم
دخلا إلى المطبخ معا أكملوا اعداد الطعام،
ذهب إلى اولاده وجدهم في عوالمهم الافتراضية.
حاول أن يخرجهم منها وصل معهم حد التعب، وفي الأخير اقترح عليهم تجربة "الليلة الواحدة" نترك فيها عالم الانترنت، وافقوا مكرهين.
بعد نقاش طويل اخرجهم ليتعشوا في حديقة المنزل ، ومن ثم لعبوا كرة الطائرة وهم في حالة المرح و التعب و الحماسة اصاب الابن كف ابيه واوقع الكرة من يده فأخذ يعتذر بكل جوارحه ، ابتسم له ثم تذكر الاختلاف بين الحالتين وقف يتأمل للحظة....
سمع أحدهم ينادي عليه بأسمه، اندهش حين رأى جاره وعائلته ايضا في حديقة منزلهم خاطبه قائلا:
- اهلا بجاري الطيب.
- لقد أعجبتني تجربتك فطبقتها وكانت خير اقتراح.

