القمح الحسيني
هيلانة عطاالله
يا للحسينِ وكم ترفّقَ بالورى
للهِ يا غدرَ الورى ما أوجعَكْ !
"فيزيدُ" ليس خليفةً يا "شِمْرُ" كي
ترمي على جذْعِ النبوةِ مبضعَكْ
إنّ الحسينَ لنخلةٌ كانت على
شطِّ الكرامةِ تستقيمُ لترفعَكْ
هل ذنبُهُ صدقٌ وصيحةُ ثائرِ ؟
أمْ لعنةُ الشيطانِ صمَّتْ مسمعَكْ؟
للهِ يا عبدَ الضلالةِ والخنا
فلجرْحِ آلِ محمدٍ ما أسرعَكْ !
تلك الدماءُ تدفقَتْ عبْرَ المدى
وندامةُ الكُسَعِيِّ لا ، لن تنفعَكْ
ولئنْ قُتِلْتَ أيا حسينْ فما قلا
كَ اللهُ يا ولدَ الرضى ما ودّعَكْ
فلقد غدَوْتَ على الزمانِ مخلّداً
والموتُ من قلبِ الندى ما زعزعَكْ
وبألفِ مغوارٍ يعودُ حسينُنا
أبشرْ أيا مظلومُ عهداً أودعَكْ
" هيهاتَ منا ذلةٌ " قد قالَها
لكَ يا أخي حتى تكفكفَ مدمعَكْ
فاعبرْ حدودَ الصمتِ وضِّئْ هامةً
عند المقامِ فنهجُهُ ما ضيّعَكْ
من بعدِ ما عاثَ العدوُّ بقدسِنا
وأقضَّ حكامُ العروبةِ مضجعَكْ
أيقظْ صهيلاً كم خبا ببلادِنا
فدمُ الشهيدِ يفورُ كي يجري معَكْ
نحو السهولِ الواجماتِ من الظّما
ليصيحَ قمحٌ في الضحى : ما أروعكْ