رواية ( قصة الخلق ) ماهية الخالق والغاية من الخلق.. محمود شاهين
رائد محمد الحواري
تقديم عمل فكري/فلسفي يستدعي من المُقدم استخدام أشكال أدبية وطريقاً تُسهل على المتلقي تناول هذا الفكر/الفلسفة، فالشكل هنا مهم وحيوي كحال الفكرة المُقدمة، من هنا سندخل إلى رواية "قصة الخلق" والتي يأخذنا عنوانها إلى الأسطورة السومرية "في العلا عندما، الأينوما ايليش" فهناك تشابه في فكرة الرواية والملحمة، فهما تتحدثنان عن الخلق وكيف تم خلق الكون، ولم يقتصر التشابهة في الفكرة فحسب، بل طال أيضا اأحداث، فكلتاهما تحدثتا عن عالم السماء والآلهة/الله، والحوار بين الله الخالق والمخلوق، لكن بالتأكيد الخيال والصراع/الحوار بين الآلهة "في العلا عندما" كان أوسع، بينما في "قصة الخلق" لا نجده إلا في بضع مواضع من الرواية.
السرد
السرد الروائي هو الذي حمل إلينا أفكار "محمود أبو الجدايل" عن الخلق والخالق، وبما أن هناك أفكار جديدة وتحتاج إلى وقفة وتأمل من القارئ، فقد أوجد السارد طريقة الحوار بينه وبين "أسيل القمر" من خلال إجراء لقاءات تلفزيونية بينهما، وكان يتخلل هذه الحلقات أسئلة تطرح على "محمود أبو الجايل" وهو يجيب عليها.
لكن هذه الحوارات لا تكفي لإعطاء المتلقي فسحة ليفكر فيما يطرح من أفكار فلسفية كونية، فأوجد السارد أحدثاَ "اجتماعية" تجري له ولمحبوبته "لمى"، يخفف بها من (حدة) الأفكار التي يطرحا، فكانت هذه الأحداث بمثابة (فاكهة) في الرواية، رغم ما فيها من قسوة وألم.
كما أن سرد الأحداث في الرواية لم يقتصر على شخص بعينه، فهناك السارد الخارجي/العليم: "فوجئ أبو الجدايل بآنسة جميلة ستجري معه اللقاء" ص16، وأبو الجدايل: " قابلتني أسيل بمرح ووجه مشرق وجمال أخاذ يتوهج كنور يغمر الكون بهالة ربانية" ص78، ولمى: "مر على رحيل أبي في البحر الميت قرابة عام ونصف، قلت لمحمود" ص67، وأسيل: "...لكن ما لا أفهمه أن اشتهاء محمود لي في هذا اللقاء بعد الزواج، قد اختفى تماما" ص175، وأحيانا في الفصل الواحد كان السرد يتوزع على مجموعة شخصيات كما هو الحال في "(19) أم بشير تتبتل إلى الله!" ص184 حيث نجد أكثر من سارد في هذا الفصل، "أم بشير، لمى، الإرهابيين، أسيل/ السارد الخارجي/العليم" كما تنوعت في الأحداث، وهذا التشكيل في السرد جاء (ليخفف) على المتلقي ويخرجه من دائرة (صعوبة الأفكار) التي تحملها الرواية.
لهذا نجد أن تعدد الرواة في سرد الأحداث أسهم في التخفيف على القارئ، وإعطائه مجالاً ليستريح ويفكر فيما يطرح من أفكار، كما أن هذا التشكيل والتنوع في السرد أسهم في إيصال فكرة ضرورة الإستماع إلى الرأي الأخر، فكان السارد حامل/خادم لفكرة التعدد والتنوع التي حملتها فكرة الرواية.
كما أن تعدد الرواة منح الرواية لمسة ناعمة جعلت القارئ يتمتع بتلك الأصوات، ويتعاطف مع كل نساء الرواية، وينحاز لقضاياهن، لأنهن كن ضحايا المجتمع الذكوري، وهذه ميزة أخرى تحسب لأفكار الرواية، فالرواية عندما وصفها "فلسفية اجتماعية" كانت قضايا المرأة أهم المسائل التي طرحتها بالإضافة إلى "الإرهاب".
وإذا أخذنا النسق الذي جاءت به الرواية نجده مرتباً، فكان الفصل الفلسفي/اللقاء مع أسيل، يتبعه فصل اجتماعي/الأحداث التي تجري مع أبو الجدايل ولمى، استمر هذا الترتيب حتى الصفحة 112، "10 فاسق وبغي وقواد" والذي يتحدث فيه عن أم بشير زوجة الشخص الذي حاول اغتيال "أبو الجدايل"، في هذه الفصل كانت القسوة شديدة الوقع على المتلقي، حيث تحدث السارد عن مجزرة دير ياسين، والحياة القاسية التي مرت بها "أم بشير، وكيف أن زوجها فرض عليها القيام بدور المومس وأمام عينيه، وكيف استغل "الشيخ" سجن زوجها، وجعلها تقوم بدور البغي. هذا الفصل من أصعب فصول الرواية، لهذا عندما شعر السارد أنه أثقل كاهل المتلقي بالأحداث الدامية، والحديث عن الوحشية التي تعرضت لها "أم بشير" تجاوز النسق والترتيب الذي بدأ به الرواية، وأوجد فصل لاحق مباشرة "(11) أحلى وأجمل وأعظم أخ" ص123، والذي حل/فك فيه كل مشاكل "أم بشيسر وأسرتها، من خلال إيجاد بيت جديد لتسكنه بدل مسكنها الذي تحول إلى مبغى، وأعطائها شكاً بقيمة ثلاثة آلاف دينار لتبدأ به حياتها بشكل سوي، بعيداً عن الشيوخ والإرهاب والدعارة.
نبل السارد:
وهذا الموقف يحسب للسارد الذي (راعى) مشاعر القارئ، فأبى أن يتركه بحالة ألم ووجع على ما تعرضت له أسرة "أم بشير" فالموقف النبيل لم يقتصر على انهاء أزمة ومشكلة الشخصيات الروائية، بل طال القارئ نفسه، بهذا الشكل الإنساني استطاع السارد أن يوصل لنا فكرة نبيله، إضافة إلى كرم أبي الجدايل ومشاعره الإنسانية، ليس تجاه ابطال روايته فحسب، بل تجاه المتلقين لعمله أيضا، وهذه إحدى الأفكار الأخلاقية التي تحملها الرواية.
الخيال
تخفيفا على القارئ، وتسهيلا لإيصال الأفكار التي جاءت في الرواية يستخدم السارد الخيال/التخيل، وأخذه إلى عالم متخيل، فهناك أربعة مواضع تم فيها الهيام في عالم السماء والخروج من الواقع، تحدثنا "لمى" عن أحد هذه المواضع بقولها: "يحب محمود أحيانا أن يخرج من العالم الواقعي الكريه ليعيش في عالمه الأدبي المتخيل، ومن أحب الشخصيات له شخصية الملك لقمان وشخصية أخرى لأديب يحيله الله إلى ابن له، ... فراح يخاطبني على أنني مليكته نور السماء وهي بطلة ملحمة الملك لقمان.. وبناء عليه طلبت مائدة ملكية مهولة: تنبه العمال إلى أننا نتخاطب كملك وملكة فاحتاروا في أمرنا، ولم يجدوا مفر من مخاطبتنا كملك وملكة" ص35، كلنا يعلم أن الخيال والفانتازيا يمتع المتلقي، ويخرجه من دائرة الأحداث القاسية، من هنا نجد هذا الخروج من الواقع تم من خلال إيجاد شخصيات متخيلة "الملك لقمان ونور السماء" ومن خلال تقمص هذه الشخصيات، بحيث يجعلها تعيش الدورين معا، دور التخيل/السماوي ودور الواقع/الأرضي.
لكن في موضع آخر يحرر جسده من الأرض ويحلق في السماء: "... يطلق العنان لخياله ليحلق فيها مبتدئا بالتجرد من ثقل جسده متوغلا في أعماق نفسه، ليغدو بوزن الريشة.. يطير متجولا في الفضاء، تحف به أسراب من نجوم سماوية، يبحر بعيدا في أغوار الكون، ممتطيا متن سرير ملائكي... يسبح في هالات من الأنوار مختلفة الألوان... يتلون جسمه بكل الألوان التي مر سريره عبرها.. يهتف صوت مألوف له، طالما سمعه وهو يغرق في تأملاته .. إنه صوت الله دون شك:
"إلى أين أنت ذاهب يا محمود؟
"أبحث عنك يا إلهي
"تبحث عني؟ أنت تعرف أنني في كل مكان
"أريد أن أراك مجسدا
"تعرف أنني مجسد في كل شيء، فليس هناك من هو مجسد بغير مادتي
"أريد أن اراك أمامي في أجمل جسد تحبه" ص196،
نلاخظ أن هناك خيالاً جامحأ، من خلال تحرر الجسد من الأرض واطلاقه نحو السماء، وأيضا نجد أفكار السارد عن الخالق، وبهذا يكون الخيال قد أمتع المتلقي، وساهم في تسهيل إيصال فكرة الرواية للمتلقي.
يتجرأ السارد أكثر في تقديم فكرته عن الخالق فيقدمه بهذه الصورة: ".وخلال لحظات رأى محمود هيكلاً من ألوان متلألئة تنبثق في فضاء من النجوم المتوهجة ، راحت الألوان تنحسر عن الهيكل شيئا فشيئا لتتجلى عن فتاة ملائكية خارقة الجمال ترفل بثياب من السندس والاستبرق ، تجلس على كرسي وثير، تحيط بها هالة نورانية، تضفي على وجهها جمالا ساحرأً، وتضع على رأسها تاجاً مرصعاً بالجواهر، مطلقة شعراً طويلا على جانبي صدرها وعلى ظهرها .
انبهر محمود للحظات بجمالها الخلّاق وراح يهتف "ما أجملك يا إلهتي" وأحنى رأسه تحية واحتراما لها ، وخاطبها كإلهة طالبا إليها أن تتيح له تقبيل يدها. مدت الربة يدها فأخذها محمود وقبلها .. خاطبها متسائلا عما إذا كانت إلها أم إلهة. قالت :
- بل أنا الألوهة التي تكمن فيها الذكورة والأنوثة! أو الربوبية بشقيها الأنثوي والذكوري! دون أن تكون ذكرا أو تكون انثى .
- ماذا تكونين اذن يا ربتي ؟
- أكون الألوهة أو الله إن شئت !
- وبأي صفة سأخاطب جلالك ؟
- كما تشاء ، يمكن أن تخاطبني كربة أو كرب ، الأمرجائز ..
- ألا تفضلين جلالتك الأنوثة كونك اخترت جسدا وشكلا أقرب إلى الأنثى منه إلى الذكر؟
- صحيح . أنا أفضل الأنوثة فيّ على الذكورة ، وإن كانت غير انثوية !
- لكن كيف تكون الأنوثة غير أنثوية يا ربتي؟
- أنسيت انني طاقة يا محمود وأنني مصدر كل الأشياء كما أكون في كل الأشياء، دون أن أكون شيئا محدداً، فأنا كل شيء: أنا مصدر البصر مثلا دون أن يكون لي عيون ، ومصدر السمع دون أن يكون لي آذان ، ومصدر العقل دون أن يكون لي دماغ، ومصدر الكلام دون أن يكون لي لسان، وبالتالي أنا مصدر الذكورة دون أن يكون لي عضو ذكورة ، ومصدر الأنوثة دون أن يكون لي عضو أنوثة . وهذا الشكل الأنثوي الطارئ الذي ظهرت فيه بمساعدتك أحببت أن أظهر فيه لمحبتي للأنثى في الكون." ص198و199،
الدخول إلى ماهية الخالق مسألة أكبر من البشر، ولا يمكن للعقل البشري أن يلم بها او يستوعبها، لهذا قلة هم الذين تناولوا هذا الموضوع، لكن السارد يقتحم هذا الماهية، وبقدمها بالصورة غير المحدة، لا ذكر ولا أنثى، وهذا يوصل فكرة أن الخالق أكبر/أبعد من أن يستوعب تكوينه/ماهيته البشر، فرغم أن هناك تجسيد للخالق، إلا أن أن تركيبته/طبيعته لا تتوافق وطبيعة التكوين البشري.
الأسئلة:
قلنا أن الحوار الذي جرى بين "أبو الجدايل وأسيل" وبينه وبين "لمى" تخلله بعض الأسئلة، والأسئلة لم تكن موجهة لأبو الجدايل فقط، بل أراد السارد توجيهها للقارئ أيضا، ليشرح/يوضح الأفكار التي يحملها، من هذه الأسئلة: "ما لا أفهمه لماذا يخاف المسلمون على إلههم من إنسان يفكر بعقل حر، هل يمكن أن يخاف الله من انسان؟ بصرف النظر عن ماهية الله!" ص8 هذا السؤال جاء على لسان "لمى" وبما أنه جاء في بداية الرواية، فقد أراد به السارد (تحرر) القارئ من الأفكار التي يحملها ويجعله مهيئاً ليتقبل الاستماع/قراءة الأفكار التي تحملها الراوية.
والحوار الذي دار بينه وبين أسيل فيه مجموعة الأسئلة متعلقة بالوجود وماهية الخالق "- استاذ محمود . يكثر الحديث بين المثقفين عن الوجود والعدم دون التوصل إلى إجابات قاطعة ونتائج مرضية ، فهل جاء الوجود من العدم ؟
- عفواً، السؤال خطأ !
فوجئت أسيل القمر بالإجابة. تساءلت:
- أف! لماذا ؟
- لأن العدم نقيض الوجود ، أي لا شيئ على الاطلاق، فكيف يأتي منه وجود، أو خلق، وكيف يمكن لسائل أن يسأل سؤالا كسؤالك ؟
- هل لك أن توضح لي ، فأنا أشعر أن سؤالي ليس خطأ !
- لنفترض أنك تعيشين في بلدة نائية ، ليس فيها جزار، لكنك حصلت على لحم بطريقة ما ، فهل يمكن أن يسألك أحد أبناء البلدة الذين يعرفون أنه لا يوجد في البلدة جزار" هل أتيت باللحم من الجزار؟ "
- أكيد سؤال كهذا من قبل انسان يعرف أنه لا يوجد في البلدة جزار، ليس منطقيا ! لكن ما هو السؤال المنطقي في هذه الحال؟
- من أين أتيت باللحم ؟
- وفي مسألتنا يتوجب علي أن أسأل : من أين جاء الوجود ؟" ص18و19، فالأفكار جاءت من خلال الاسئلة، وأسئلة مضادة، وبما انها أسئلة تسند على العقل والمنطق، فبالتأكيد ستفتح آفاق العقل وتحرره وتجعله يحسن الإستماع لما يطرح، فالسارد هناك لا يفرض أفكاره على المستمع/القارئ، بل يقدمها، وعلى من يقرأها التفكير بها والتوقف عندها، وله أن يطرح أسئلة أخرى، وله أن يرفضها أو يأخذ بها، فالحوار هنا هو السيد والحكم والمعيار الذي تقاس به الأفكار.
أما عن غاية/الهدف من الوجود: "ص105، فثمة بعض الاختلاف بين ما يطرحه السارد وبين ما جاء في الأديان، التي أقرنت وجود الإنسان بغاية، بهدف معين، كما في الأديان القديمة حيث نجد أن الهدف هو خدمة الآلهة والعمل بدلا عنها، وفي الديانات السماوية عبادة الخالق. أما عند محمود أبو الجدايل فالغاية من الخلق هي رؤية الخالق لذاته في الوجود ، إضافة إلى مساعدة الخالق في عملية الخلق بحد ذاتها لبناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال . فالخالق دون خلقه الانساني لا يمكنه بناء مدن وإقامة حضارة.
أما عن ماهية وجوهر الخالق نفسه فهو عند محمود أبو الجدايل : "عقل طاقوي عظيم غير طقمادي-أي طاقة لا تنطبق عليها شروط ومواصفات الطاقة والمادة - يتصف بالوعي والحكمة" ) ص 50 )
وهذه الأفكار قرأناها كثيرا في مقالات وخواطر محمود شاهين نفسه (شاهينيات التي بلغت الألاف ) . ويمكن القول أن محمود أبو الجدايل هو محمود شاهين نفسه وإن اختلفت الوقائع ، لكن الفكر هو نفسه فكر محمود شاهين وفلسفته.
وبما أن هناك كوناً مخلوقاً فلا بد من وجود زمن له، يحدثنا السارد عن زمن الخلق بهذا القول: "- هل هذا يعني أن عملية الخلق وتجسدها ما تزال في بداياتها؟
- بل إنها ما تزال تحبو مقارنة بعمرالوجود البالغ أربعة عشر مليار سنة . فإذا كان خلق الكائنات الحية لم يتم إلا منذ بضعة ملايين من السنين من هذا الزمن الهائل ، وأن خلق الانسان (العاقل) لم يتم إلا من قرابة أربعين ألف سنة، فإن الخلق الأقرب إلى المنشود قد يحتاج إلى مليارات السنين وليس مجرد ملايين."ص29،وبما أن هذا الزمن تم تحديده للكائنات الحية بضع ملايين، وللإنسان العاقل بأربعين الف سنة، والكون أيضا حدده أربعة عشر مليار سنة، فإن هذه الارقام تبقى قابلة للتغيير والتبديل حسب ما يكتشفه العلماء، وهذا ما جعل فكرة السارد عن زمن الخلق تبدو غير مقنعة، لأن التحديد يجعل الفكرة (محصورة/محددة) ضمن (جدار مقدس)، ومن ثم ستكون (مقدسة) للآخرين الذي يؤمنون بها، وهذا سيتدعي ـ في المستقبل ـ وجود مبشر/مفكر يعمل على نقض ما آمن به (أتباع) "أبو الجدايل". ومن الجدير بالذكر أن محمود شاهين في بعض أفكاره اعتبر أن الانسان العاقل بمعنى الكلمة لم يوجد بعد . فالعقلانية عند محمود شاهين تتطلب وجود انسان غير الانسان المعاصر . أي الانسان المحب للخير والعدل والجمال والبشر والوجود بالمعنى الإطلاقي.
أما عن ماهية الخالق وخلق الكون والحياة، يقول السارد: "فعقل الخالق مسألة مختلفة تماما، لأنه لا شكل له يمكن أن نعرفه، ولا زمان ومكان خارج مسألة زمكانه...يمكننا تصور عقل الخالق، على أنه مسألة اعجازية بكل ما تعنيه الكلمة، بحيث يمكنه أن يتواجد في كل زمكان، وفي كل كائن، من أصغر جسيم دون الذري، إلى أكبر مجرة، دون أن يفقد أي جزيء في الوجود علاقته بكل الأجزاء الأخرى وعلاقته بالكون ككل، من هنا ياتي فهمنا للوجود الإنساني وارتباطه بالوجود الكوني" ص102، إن اتفقنا أو اختلفنا مع طرح السارد، يبقى الشكل والطريقة التي قدمت بها الأفكار سهلة وسلسة، وهذا ما يجعلها قابلة للنقاش والحوار، فلم تأت كمسلمات مقدسة، لا يمكن البحث فيها أو المساس بها.
الرواية من منشورات مكتبة كل شيء، حيفا، الطبعة الأولى 2021.