مِرآتي
سمير الزيات
رفقـاً صديقي تمهَّـلْ في مُعاداتي
واعلَـمْ ـ يقيـنا ـ بأنَّ الشِّعـرً مِـرآتي
إذا نظـرتَ إليـها قــد ترى قلـمي
بين المـعاني يُغـنِّي بعـضَ أبيـاتي
مِـرآةُ قلــــبي لا تخـبو نضـارتُها
قـد هـان فنِّيَ لـو هـانت قـراءاتي
إني قضيتُ الليالي أحتسي كتـبي
وأمْـزجُ الفكــرَ والأحـلامَ في ذاتي
فإن سُئِلـتُ فإني أحتـوي قلـمي
يكـون عنِّي بليـغًا في إجـاباتي
***
فانظـرْ صـديقي لمِـرآتي ستعرِفُني
واسمـعْ إليـها ففيها سـرُّ مأساتي
إن كنتَ تجهلُني ، أو كنتَ تُنكِـرُني
فالشعـرُ يذكـرُني ، يحـكي حكاياتي
إن كنتَ تجحدني ، أو كنتَ تسأمني
فالشعرُ يعشقـني ، يهـوى مناجـاتي
أبيـاتُ شعـريَ لو تدري مصادرها
ليستْ أمانيَ أو طـوعا لغـاياتي
***
الله يعـلمُ أن القـومَ قـد ظلمـوا
شعـري وما قدروا بالحـقِّ مرضاتي
فقـد تنكَّرَ شعـري منْ أُواددهُ
يبغي هواني ، ويبغي كسـرَ مِرآتي
زيدٌ وعمرو وقـد فاقت بلاغتهم
حـدَّ النبـوغِ فمـا عـابا بلاغـاتي
ولو شُغِلـتُ بذاكَ اللغـوِ عن قلـمي
ما كان شعـريَ ، أو دوَّتْ عبـاراتي
***
فالشعـرُ عنـديَ إحسـاسٌ أُصدِّقُـهُ
والشعـرُ قلـبٌ حنـونٌ عن غــدٍ آتِ
وهـمٌ وحلـمٌ فلا تحسب هواجِسَهُ
جوفاءَ، عجفاءَ، أو توجيـهَ سُـبَّاتِ
مهـلاً صـديقي فمن للشعـرِ يعشقُهُ
غيرُ الَّذي - دائما- يهوى الحكاياتِ
فالشعـرُ نـورٌ مضيءٌ أستضيءُ بهِ
لو أظلـمَ الكـون فالأنوارُ في ذاتي
***
فإن أصـابك شــكٌ في براءتـهِ
أسرعْ صديقي وكسِّرْ وجهَ مِرآتي
فإنهــا وعلى الأيَّــامِ باقيــةٌ
لـم تنكسـرْ أبداً رغـم العـداواتِ
يا صاحبي وعيون الكون ترصدها
فانظـرْ إليهـا ودقِّـقْ بعضَ أبيـاتي
واقـرأ لشعـري وحـاول أن تُفـنِّدَهُ
تَجِـدهُ منِّي وضـربًا من معـاناتي
تجـده حسي وفنـا عشتُ أنظـمهُ
عقـدا بجـيديَ تبـدو فيـهِ درَّاتي
***