إن بعد العسر يسرا
محمد العلي
اسـكبي لي من دنانِ الثغرِ شِعْرا
إنّ مِنْ فِيْـكِ يَصِيرُ الشِّعـرُ خَمْرا
وامـلَئِي كُلَّ شَراييـني حُـرُوفاً
لم أعُدْ أحتـملُ السـاعاتِ صَبْرا
إنَّ أغصـانَ القصـيدِ اليومَ تاهتْ
لم أزلْ أنتـظرُ الألحـانَ بُشـرى
وأنا فـوقَ ضِـفافِ الوقتِ أعْدُو
كَبِـدِي مِن قاصِفِ الطُّوفانِ حَرَّى
صَوتِيَ المبـحوحُ عَلَّقْـتُ صَـداه
في سلافِ المـوجِ أرجـوه لِيَبْرا
وأنـا مِـنْ هُـوَّةِ الأيَّـام أرجُـو
لحـظةً تأتـي فتأتي لِي أُخـرى
وكَأنَّ الأُمنِـياتِ البـيضِ صارتْ
مِشْـجَباً يَطْـلِبُ مِنْ كِيـسِي أجْرا
تاهـت الأحـلامُ والآمـالُ حتّى
صرتُ ألهُو أعصرِ اللحْظاتِ خَمْرا
عِشـتُ بيـنَ الصَّدِّ والوصلِ ليالٍ
لا أرى يطـلعُ في دنـيايَ بَـدْرا
علَّـقَ الفَـجرُ ضَبـاباً في سُهادي
يَلعـبُ النَّـردَ بسـاحاتِي جَهْـرا
فَرسَـمتُ الشُّرفة العَطْشَى لخطوي
لونُـها كانَ منَ الأطـيافِ نَضْرا
ورجـوتُ المَـدَّ يأتـيني نَـبِـيّاً
ثُـمَّ أَنسى من بحارِ الأمسِ جَزْرا
وصـدى الأشـذاءِ ألوانٌ بِصَدْرِي
صَـوتُها الطاووس يمشِي مُسْبَطِرَّا
كنـتُ أخشـى كدمـوعٍ للحيارى
تبـذرُ الحَنـظلَ طُغـياناً وكُفـرا
قامَ خَـدُّ اللـيلِ يَسـقِينيَ صَـبراً
فَتَـلا لِـيْ إنَّ بَعـدَ العُسرِ يُسرا ...
سبتمبر-2021