عَلى شَواطىءِ لُقياك
الشاعرة دنيا علي الحسني / العراق
عَلى شَواطىءِ لُقياك
أَنتَظرُ قدُومَك القَريبْ
تَجَمعتْ الحِيتَان ونَوارسُ
المُحِيطات تَجَمعتْ
حَمامَات وفَراشَاتْ بَيضَاء
وأَنا أُفتِشُ عَنكَ بَين
هذه العَوالِم في زَوايا
الذَاكِرة العَطشَى
يَسحَبُها الحَنيِن إليك
رَسَمناها معاً أَحلامُنا
في لَوحاتٍ مُلَونة تَتَدفْق
مِنْها شَلالاتٍ هَادرة
وسَحاباتٍ عَالِية
أَنظُر إليكَ وابتِسامَتي
تَرتَسم على وَجْهي
المُتَوهِج بِحُبك
بَعدَ أَن ذَوت في غِيابِك
وَعلى أَطْرافِ الأَمل
يُباغِتُنِي حُلمْ الأَمل
عِندَما أَستَيقِظُ وبِتلقَائِية
وبإنْدِفاعٍ أَبحثُ عَنْك
بَينَ أَهل الوجُود
لتَمنَح قَلبيّ أُغنِيةَ عشق
لا تَشبَهُها أُغنِيةٌ لِجَمالِها
لِيهدأ شَوقي ويَرتَوي ظَمَأي
أَبحثُ عَنْك لِتَكون
فَرحَة أَيامي وإذا رَسمتَ
سَفِينَتْك عَلى شَاطِيء الذِكْريات
فَخْذنِي إليك أَحدَ رُكَابِها
وَحينَ تَتهَيأ أَشرِعتَك للإبحار
أَيهُا الرُبان المُخَضْرم
تَمُر عَليكَ بِهدُوءٍ
الرِياح الشَمالِية لِتُحرِك
رُوحي أَشرِعَة سَفينَة العِشْق
فَتَسرِقُني مِنْ غَفوَتي ووحدَتي
تَرغَمُني بِثَمالةِ قُبلةٍ حَارة
مَسْروقَة مِنْ المَكانِ والوَقتْ
المَنسِي تَعويذَةُ أَمل وتَرقُب
وأَحْلامِي تَرقُص في دُنيا
بَحْر حُبّك العَمِيق أَمواجْهُ
ألوان الحَياة السَاحِرة
لِتَستَريح مَراكبي
عنْدَ شَواطِئ حُبّك
وتَذوبُ فَوقَ صَفائِه أَشجَاني
وَروحي طَيرٌ مُغرد أَغاني وأَناشِيد
يَمُد بِجَناحَيهِ للسماءِ
يُغادِر ويُهاجِر إليك
ونْجُوم المَساءِ حَول قَمَر الليّل
إذا مَرَ طَيفُكِ عَابراً
أَنْسَى نَفْسِي وَطَريقْي
لأَنَك المَنفَى والوَطَن
والحَنِين إليكَ مَرافِئ
عَلى شَواطِئك لِتَنْعم رُوحي
الهَائِمَة في لُقياك
كَمَركَبْ في أَمواجِ هَواك
يَحْملُنِي إليكَ ولَهفَة شَوقِي
قَبل لُقياك يا لَها مِنْ لَحظات
بِكُلِ أَبجَديات الصَمتْ أَهواك
وإنْ لَم تُسمِعُك مُدَوناتِي
أَنا البَحْر في أَعماقْهِ الدُّر كَامن
أَعلَم إن هَوى الرُوح يَسبَح
في بْحُور اللؤلؤ على صَدر حَسنَاء
في قَلبِّها مِنكَ شَيء يَتدَفْق
عَلى شَواطيءِ لُقيّاك
وعيُوني تتَبعُك بَينَ المَراكِب
والموانئ تَنشِدُ الإبحار
فِي شِراع هَواك.