قالت: أينَ أنتَ؟؟؟
يُحيطُ بي وجهُكَ ويرسم ُدوائرَ كبيرةً بل أسوارًا تُغلْقُ على روحي فأسمعَ نبضَكَ في داخلي كنبضِ الجنينِ. ثمَّ تتغلغلُ وتنتشر عطورُكَ في أنحاء جسدي وتتمدَّدُ بجلالِكَ ما بينَ الوريدِ إلى الشريانِ.
يا ويحَ قلبي كيف أقتلُ الغيابَ؟ كيفَ أُغرِقُ اللحظاتِ وكيفَ أنتمي إليكَ؟
أحسُّ أنَّ البعدَ يجعلُكَ تراني في كلِّ زمانٍ ومكانٍ وفي كلِّ ما تراهُ –
وردةً , شجرةً, نهرًا , بحرًا.... وحتى أحسُّ أنّكَ تُحبُّني في كلِّ عينٍ وفي كلِّ حرفٍ أكتُبهُ لكَ وتكتبُهُ لي. أراكَ تبتسمُ لي في كلِّ خطوةٍ تخطوها وتراني أبتسمُ لكَ في كلِّ خطوةٍ أخطوها. أينما أسيرُ أو تسيرُ نرى بعضَنا بعضًا في كلِّ خطْوةٍ مهما امتدّتِ المسافاتُ. أحبككككككككككك حبيييييييبي.
قال:
غريبٌ عجيبٌ أمرُ هذا الحبِّ. غريبٌ عجيبٌ أمرُ هذا البعدِ الذي يقرِّبُنا ويمزجُنا بل يصهرُنا ليُشكّلَنا ويُعيدَ خلْقَنا من جديدٍ في جسدٍ واحدٍ ذي قلبٍ واحدٍ وروحٍ واحدةٍ وعقلٍ واحدٍ فيجعلَنا إنسانًا إنسانا – أبولو وفينوس وأثينا في خلطةٍ واحدةٍ. ما أجملَنا ما أبهانا! ما أروعنا! ما أحكمنا!
نحنُ أبناءُ الحبِّ. لمْ يُخلِّفِ الحبُّ غيرَنا. لمْ تنْتقلْ جيناتُهُ إلّا إلى جسدٍ واحدٍ - جسدُنا. أحبُّكِ فأُحبَّ نفسي وتحبينني فتُحِبّي نفسَكِ.
د. أسامه مصاروه

