عَلى الشِّفاهِ تَبَسْمَلَتْ بَغْدادُ
الشيخ جمال ال مخيف
لاشَكَّ أن الشِّعْرَ لَيْسَ دُعابَةً
في كُلِّ صَدْرٍ لِلْحَديثِ تُعادُ
أو مَوْجَةً والرّيْحَ تَدْفَعُ صَمْتَها
نَحْوَ الشَّواطِي والطَّريقُ حِدادُ
الشِّعْرُ مَمْلَكَةٌ على أبْوابِها
سَقَطَتْ جُيوشٌ في الثّرى وَسَوادُ
يا أنتَ يا مَنْ تَسْتَعينُ بَصُدْفَةٍ
إنَّ السُّيوفَ تزينُها الأغْمادُ
لا تَنْبشَنَّ مَقابِراً مَنْسيَّةً
ما قامَ أهْلٌ لِلْقُبورِ وِعادوا
وَدَع المَنابِرَ للرِّجالِ وأهْلِها
لا كُلُّ مَن تَبِعَ الجِيادَ جَوادُ
إنْ كُنْتَ تَبْحَثُ عَن مُرادٍ زائِفٍ
فَمِن المحالَةِ في المُحالِ مُرادُ
إنَّ القَصائِدَ فِطْرَةٌ عَرَبيَّةٌ
فَسَعَتْ لِحَجِّ بُيوتِها العُبّادُ
وَهنا الفَصاحَةُ لا تَموتُ وَحَرْفُها
سَهرَتْ على أبْوابِهِ الأوْلادُ
يَكْفيكَ ما كَتَبَتْ يَداكَ فَرُبَّما
سَيَضيعُ مِنْكَ المَوْتُ والميلادُ
بَغْدادُ تَعْلَمُ مَنْ يَرقُّ لِعِطْرِها
وعَلى الشِّفاهِ تَبَسْمَلَتْ بَغْدادُ

