ليلة سقوط برلماني
تأليف: أ. عبدالاله ماهل
المغرب
الحلقة الثانية
طال به الإنتظار، ولا شيء يوحي بالفرج القريب؛ اللهم إرهاصات منه وحده، لا تنفك تراوده حتى تعود اليه حبلى بماض ثخين، يحاول عبثا تناسيه؛ وكأنه ذلك البعبع الحاضر الغائب الجاثم على صدره أنا حل وارتحل.
استجمع قواه، وعلى عجلة من أمره قفز من مكانه، وتجرأ على أسياده، وطلب رقما وأرقاما، ولا من أحد رد وعبر.
طارت طائرته، عض على شفتيه الداكنتين، أحس بفوران يسري بدمه، ولا من مسكن هدأ من روعه.
ترنح ذات اليمين وذات اليسار؛ ليجد نفسه ومن حيت لا يدري، يدفع برأسه من تحث، ويترك صبيب الحنفية يتنزل عليه مدرارا.
رفع عينيه إلى المرآة، وأطال النظر فيها، ولم يحيد عنها؛ وكأنه يسبر أغوارها. مرر يده على خده؛ تجاعيد غائرة بددت سحنته إلى أخاديد، وصلع أتى على أم رأسه، فأحاله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا.
أحس بالدهر يأخذه بعيدا بعيدا، شق عليه حاله، ولا من يوقف سيل بنات أفكاره سوى أن يسرها في نفسه، ويعود إلى جلسته؛ ينتظر أنا يأتيه بالخبر اليقين.