لم تعد تغريني
لينا قنجراوي
مهمة البحث عن ملامحي
في بلادٍ سماؤها سوداء
كل الوجوه تشابهت
في لوحةٍ صمّاءٍ
العيون ُمفقوءةٌ
البصيرة ُمعصوبةٌ
بلا أنفٍ
بلا شفاهٍ
و على الجانبين آذانٌ
تنصاعُ
لتراتيل الضياع
في وطنٍ بلا هوية ٍ
بلا ذاكرةٍ
بلا حياةٍ
الموت صار طموحاً
في أرض الجياع
للرغيف
للعناق
لكرامةٍ مهيضة الجناح
لم يعد دحر الحزن قضيتي
و أنا العاشقة للضحكةِ
للفرح حدّ الانتشاء
تماثلت التعابير على وجهي
في الحزن و الفَرَح
على حدٍّ سواء
تسيّدت الأميّةُ أبجديتي
ضاعت الحروف
في قواميس الطغاة
استبدت لغة القهر
بصفحات رجاءٍ
تلاشى و أضحى ركاماً
لأحلامٍ من رمادٍ
كلما أحاول إيقاظها
يحاربني الحياء
من نزوات حريةٍ
من هواجس امرأةٍ
أتقنت الهروب
تحت جنح الصمت
علّقت روحها
على بندول البقاء
يروح و يجيء مدندناً
عبثٌ هي الحياة