شهرزاد
لأنِّي شاعرٌ من صغرِ سِنِّي
أحالَ الحبُّ خفَّاقي رمادا
وقد ذابَ الفؤادُ عليكِ شوقا
كأنَّ اللهَ لم يخلق فؤادا
فزيدي الروحَ في مرآكِ رَوحا
فما في الرَّوْحِ ضير لو تمادى
عيونٌ من تراثٍ تدمريٍّ
وثغرٌ لا يُنازعُ ما أرادا
وشعرٌ أدهمٌ جعدٌ ويعدو
إلى الَّلا حدِّ لا يرضى انقيادا
ينامُ الفلُّ في كفِّيكِ دفئا
ولولا أعينُ الحسَّادِ نادى
يلوِّنني حديثُكِ ألفَ لونٍ
ويزرعُ في يبابِ الحسِّ (عادا)
ويطلقني كنارا ذا شجونٍ
ويعمرُ في تجاعيدي بلادا
أيا سمرا بطعمِ الهالِ إني
بملكِ السُّمرِ لا أرضى حِيادا
فطوفي في مدى عينيَّ سبعا
لاكتبَ في الهوى سبعا شِدادا
لأغلبَ في هوى عينيكِ قيسا
ويدري الناسُ أنَّ نزارَ عادا
صحيحٌ أنَّ لي في الشِّعرِ عرشا
ولكن وجهُكِ الفيروزُ سادا
فأحيي في شعوري شهرياراً
وعيشي في عروقي شهرزادا
.