الانتصار الناجز..
رسول مهدي الحلو
منذ عقود والمقاومة الفلسطينة في مواجهاتها مع الكيان الغاصب لم تقّر عينها بانتصار واضح وساحق كما انتصرت في هذه المواجهات الأخيرة، الكل يعلم إن سلاح المقاومة فيما سبق لم يزدد على الحجارة والسلاح الأبيض وبعض المرات تستعمل البنادق الخفيفة، وكل هذه الأسلحة المتواضعة لاتقارن بما يملكه جيش العدو من الأسلحة الفتاكة من الطائرات والمدافع والدبابات والمدرعات والدعم الدولي والأممي مع كل مواجهة.
ونتيجة لذلك كان الصهاينة في تفوق يحققون المزيد من أهدافهم ويفرضون أراداتهم ويقضمون مزيدا من الأراضي الفلسطينة لتتوسع المستوطنات اليهودية مع تشريد وتهجير للسكان الأصليين.
في هذه المواجهة ولأول مرة تستعمل الصواريخ مختلفة المدى من جانب المقاومة الفلسطينية ومحورها الداعم لتغّير قواعد الاشتباك بشكل واضح لصالحها ومحورها الداعم.
لم يخطر في بال الصهاينة ماجرى عليهم هذه المرة إذ جعلتهم تلك الصواريخ يتخبطون في قراراتهم وكيف أنهم اعلنوا عن عملية عسكرية برية ولكنهم تراجعوا عنها!؟.
وكيف أنهم صدموا بتبخّر أسطورة دفاعاتهم الجوية كالقبة الحديدية والصولجان السحري والباتريوت!؟
إذ لم تسعفهم في الحد من هطول صواريخ المقاومة التي وصلت إلى قلب تل أبيب النابض وإلى أخطر الأهداف المتمثلة بالمطارات ومنصات الغاز والقواعد العسكرية المهمة إذ أدى ذلك الى الشلل التام للدولة الصهيونية.
لقد مزقت هذه المواجهات كل الادعاءات الأسطورية الصهيونية التي حملتها دول التطبيع محمل الجد وتصورت أنها في مأمن من كل خطر في أوهامها وتخيلاتها عندما وضعت يدها بأيدي الصهاينة.
إن هذه المواجهات بعثت الأمل الكبير للشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى في إن المقاومة هو السبيل الوحيد وفي كسر إرادة العدو واسترداد الحقوق المغتصبة وليس كما يدعي أصحاب نظريات التطبيع الذين تخلوا دون أدنى حياء عن كرامتهم وشرفهم ومقدساتهم.