هايكو لفلسطين
فاتن انور
ذكرَى النّكبة
لماذا تضحَك
يا شَهيد ؟!
.....
ميركافا -
فراشات صَغيرة
تطير بعيداً
......
قصف
يداهُ الصَّغيرتان
تحجُبان السَّماء !
........
نَعنَاعُ يَفوح
مَعَ زَخَّاتِ مَطَر
ورَشَقَاتِ حِجَارَة
......
دَربُ الآلام
كيلومِتر واحِد
ونصِلُ البَوَّابَۃ
......
سَاحَۃُ الأَقْصَى
مناديلُ النِّساء مبْتَلَّة
تَحتَ الشَّمْس
......
القُدس..
أزقّة وحوانيت
تبيعُ الكعكَ والرَّصاص!
.....
كَنيسَۃُ القِيَامَۃ
وَحدَه يُشعِلُ شَمعَۃ
طِفلٌ صَغير
.....
صَافيَۃ
تنعَكسُ في الأحدَاق
قُبّۃُ الصَّخرَة
......
فَاكِهَۃُ السُّوق
مُسْرِعَةً تَمضِي امَرأَة
نَظرَة عالقَۃ!
......
خَضْراءَ يَدي
بجرحٍ تُغَادِرُ
حوض النعناع!
......
سَوادُ اللَّيل
على طَرفِ عينَيْها
كُحلٌ عربيّ
.......
دماءٌ سَاخِنَة
عَلى حَجَرٍ بَارد
" قضَى شَهيدا "
......
مِن بَعيد -
عَلى سُورِ مُخَيَّم لافتَۃ
"الوَطَنُ للجَميع"
......
زخّاتُ رَصَاص
لا تَنزِعُ بَتَلات
زَهرَة واحِدَة!
......
نَدَى الفَجر
ابتسامَتُه الأخيرَة غَضَّۃ
تَحتَ الثَّرى
.....
خيمَۃ بَاردَة -
للصَّغير حِكايةُ بيَّارات
ونِصفُ برتُقَالَۃ
......
شُقوقُ يَدَيها
تَقطَر زَيتَاً
بَعدَ القِطَاف !
.....
مَرَارة
عَلى طَرفِ اللِّسَان
زَيتُها البِكر
.....
سَبعونَ خَريفاً
خَضراء ماتَزالُ يافا
في العينين
.....
حَمَّام المُخَيَّم
تَحتَ صِهريجِ مَاء
بنتٌ و صَبِيّ
.....
باب المقبَرة
معهُم تعبرُ
فراشَة..
......
هَل تتألمينَ أيضَاً؟
طفلَة
تَسألُ دميتَها
......
نسمَات الفَجر ،
لا يهدآن
دعاؤُها والهَديل!
.....
الجِدارُ المتَهالك
يرسُم لوحَة
للرَّبيع
......
نشيدُ الرَّوضة
أقربُ إلى الصّراخ
موطني!
......
عاصِفة ...
الأشجَار تُسافِرُ قليلاً
مَع الرِّيح
......
ليلَك
على ثَوبِها
للَحظَة أدخلُ الحقُول
......
نارُ الخيَام
في العَتمة
تُضيء وجُوهَهم
......
أوّل الرّبيع
فقدُك يضيفُ لقلبي
وجعاً جديد
......
رخامٌ بارد
نقشٌ عَلى قبِره
"سمَّيتُه يحيى"
......
هاجرة...
السَّماءُ قريبةٌ
يهمِسُ الضَّرير
......
سالماً
من غير سوء
حذاءُ الشَّهيد!
......
زقاقُ المخَيّم
ليومٍ واحد
يطلُّ القمر!
.....
انفجَارٌ ...
لا يَجري فِي المَشهَد
غير دَمِه
......
بيدٍ واحِدَة
تغطِّي نصف وجهَها
لاجِئَة ..
.....
خيمَة المَنفى
ثلاثةُ أوتاد
الرَّابع أمِّي!
......
تلكَ الزّهرة
في المقبَرَة
هَل هيَ أنت ؟
......
تَسقِي الوَرد
امرأةٌ طالَ
انحِناؤهَا
......
كامِيرَا
بدقّةٍ عَاليَة
النَّزع الأَخِير
.....
عدُّ النّجوم
يغفو الصَّغير
قبلَ وصولِ القمر!
.....
قاطفات الزيتون
على كعابهن
خضاب جديد
.....
رائحة التّراب
يحملون أشجارهم
إلى المخيّم
......
خانَة الحُضور
بجرَّة قلم
طفلٌ شهيد
......
قبيلَ الغروب
آخرُ العابرين
فراشات بيضاء
.....
صلاةُ الفَجر..
بينَ العائدين أبحثُ
عن ملائكة
......
عودُ ثقاب
لبرهة تتراجَع
العتمَة
......
ترابُ الأرض
تعادِله
بيضَة القبّان!
......
مسَاءً..
على شُرفاتٍ غريبَة
يحُطّ اليمَام
.....
ركوع...
في يَدها غرسَة
أمّي
.....
تعبُر الليل
من غيرِ سوء
يمامَة بيضاء
.....
غيومٌ سَوداء
عن نافِذتي
تأخّر الصَّباح
.....
وسطَ الرِّيح
جناحاه الصَّغيران
طائرُ العوسَق
.....
آخرُ الليل
على ثَديها الجَاف
يغفو الرَّضيع
......
الفَجر..تقريباً
بين العوسَج
ياسَمينَة
.....
ليلٌ ورَصاص..
بعيدٌ حقلُ الخزَامى
أحلمُ بصفاءِ عينَيك
......
لا تغرق
لا تصِل
قشّّة فوقَ المَاء
......
بينَ الرُّكام..
ثمَّة من يَرفع
الأذان..
.....
عكسَ الرّيح
يَسير
ويَخفِقُ العَلم