-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

بعد منتصف الليل ------ تمارا علي

 بعد منتصف الليل

الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل

لاشيء جديد ياحبيبي سوى انك تكبر في جوفي وتحثني على الكتابة اليك.
هل عليّ أن أخبرك بأني كرهت هذا النضال المستمر بيننا
دون جدوى؟
ام عليّ أن أخبرك بأني شارفت على الأنطفاء تماماً، ولم اعد اقوى على مواجهة الأيام لوحدي؟
لا اعلم اين يختبئ المرء حينما تأتي العواصف من مخبأه، حين تأتي من الوجهةِ التي يهرب اليها.
بتُّ عاجزةً حقاً عن ابتلاع مايحدث ، لطالما كنتُ غزيرة معك، لكني افضل الآن الخروج عن دائرتك وترك باب الشغف الأخير موارباً.
انت الآن بعيد ياحبيبي الى حدّ يجعلني لا اخجل ان اصارحك بأمر، أنت لا تعرف أني كنت آنذاك، أرقبُّك وانت تتغنى بقصيدة حبّ
وكأنك تقول ليّ( اني أُحبكِ سراً، كنبتة لاتزهر)
لقد رأيت الكثير من التردد البائن على وجهك الذي يشبه التوبة واللاتوبة في قلب شخص احبّ الذنب والأعتصام معاً.
رأيتُ الأرتباك والطمأنينة يغادران لسانك في لحظة واحدة.
اما انا ياحبيبي فلا أخشى أن أبوح بهذا الشوق اللامنتهي لأني أُحبّك مُجازفة بكل ممنوع بيننا، ضاربة باللاممكن عرض الحائط، ماضيّة إليّكَ بذراعين مفتوحتين كلهما نشوة ورغبة امام صمتك الساكن.
رغم ان حبّي لك كان كحدث طارئ، حدث لن تستطيع معهُ استيعابي وأنا بهذا العطاء وبهذه الوفرة *، لن تتمكن من تقبّل هذا الوجود المغلّف بالحنوّ، وأنت تقف برنجسية اللامُّبالي.
اعلم انه لا فائدة من كل هذا التذكير والعتاب ولكني منذ أحببتك وأنا أقدس كل ليلة اراك فيها بمنامي
متى كانت آخر مرة ياترى؟ وكم مرة زارني طيفك؟
لا استطيع تذكر ذلك جيداً، لكني سأقص عليك آخر رؤيا، لقد زرت منزلك بالأمس، دخلت لغرفتك، فتشت عنك بين ادراج الكتب،
تحت طاولة مكتبك، وفي خزانة الملابس ، لكني لم أعثر عليك
كان سريرك خالياً تماما، أنحنيت بعدها فوق السرير، شممتُ رائحة الوسادة ، غمست وجهي فيها تماماً، كنت سعيدة في تلك اللحظة، لكن ذلك لم يكن كافياً، فما فائدة ان اشتم رائحتك في كل مكان دون انّ احظى بلمسة منك.
لا اخفيك أمراً، اني كنت خائفة ان تضبطني وانا مستلقية على السرير
حقيقة كنت اتمنى انّ تأتي،
أن تلتصق بيّ بشدة واناملك تداعب فقرات ظهري النافرة
ان يلتحم جلدي بجلدك ، ونتمازج بجنون عاقل
ان ألمس كل شيء فيك كان وصولي اليهِ مستحيلاً
ان أحدق بوجهك ملياً وأدس انفي في شعر صدرك الكثيف الدافئ.
آهٍ يا أنت يا كُل أنت أعترفُ بأني لم اكن اشعر بمثل الأنشراح والراحة اللذين شعرت بهما في تلك اللحظة لذلك كل ما ارجوه منك الآن أن تغفر ليّ كل تلك الكثافة ان تغفر ليّ كل هذا الأندفاع.

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية