ساندي بيل و المرأة بين مطرقة التقاليد وسندان الواقع
دعاء موسى . العراق
منذ صغري كنتُ مُلهمة ب شخصية (ساندي بيل) أفلام الكارتون الذي يُعرض على احد القنوات آنذاك ومن شدة حبي لها شاهدتُ تلك الحلقات مراراً وتكراراً الى عمري هذا فقبل ايام وانا أُشاهدهُ لفتت نظري في احدى حلقاتها قضية الزواج وكيف يُغرس في قلوب الفتيات منذ الصغر ف (كيتي) هي شخصية من افلام الكارتون التي تُعادي (ساندي بيل) بسبب حبها لـ (مارك) وهو ايضا من ابطال افلام الكارتون وبسبب هذا العداء تتعرض (ساندي بيل) الى الاخطار والمشاكل ، وتذكرت حينها قول الكاتبة والناقدة نوال سعداوي : ( يربون البنت الصغيرة منذ طفولتها على إنَّها جسد فقط , فتنشغل به طوال حياتها ولا تعرف أنْ لها عقلاً يجب أن تنميه)
وتعد هذه القضية المشكلة الأكبر لاحتواء افلام الكارتون على مشاهد تدعو الفتاة الى التفكير بالزواج والبيت وهذه التقاليد البالية و تعويدها على إنَّ مستقبلها هو بيت ، زواج ، اطفال ، مطبخ متناسياً دورها الفاعل في المجتمع كسيدة اعمال تُمارس حريتها واعمالها ، فكيف لفتاة صغيرة تحتضن احلاماً طفوليةً تمرح وتلعب بين الشجيرات فجأة تتحول الى فتاة ناضجة تبحث عن عريس للمستقبل ويمكن أن نعزو هذا الوضع من التفكير المتدني في مجتمعاتنا إلى البنية الأبوية القائمة على علاقات السلطة والخضوع الى الاب ومن ثم الاخ والزوج مستقبلاً ، كما بات من المعلوم أنْ هناك ارتباطاً وثيقاً بين السلطات الاستبدادية ؛ الاجتماعية والاقتصادية والتربوية وحتى السياسية ... التي تخول للرجل السلطة على المرأة ولا تسمح للمرأة الحرية بقدر كافٍ على الحفاظ بكيانها المستقل على كونها عنصراً فعالاً في المجتمع فالرجل هو غايتها وصراعها المستديم الذي تُقاتل من اجل الحصول عليه فلا يهم ما تكون وما هي شخصيتها ولا كيانها فكونهُ رجل فهو الفاهم العارف بكل شيء هذا ما بناه المجتمع وما ارادهُ لزرع تلك الافكار السيئة في نفوس اطفالنا .
