امرأة خائفة
نص / أ . سُهيل الخُزاعي - بغداد
الخارجُ من الحبِ بإمرأةٍ تشبهُ الغيمَ
يعيشُ خائفاً من الريحِ
هذهِ النهاياتُ .. لا تليقُ بي
أنا كُلما زرعتُ إسمي في عيني واحدةٍ منهُنَّ
تصيرُ خائفةً
و أصبحُ أنا مغلولاً الى تاريخها و مَشرِقَ قلبي
فلا أمتلكُ منها إلا هذا الظلَ ..
حينما تمرُ من تحتِ الشمسِ
فأظنُ أنها سَتُمطرني
ثُمَ تغرقني
لتحييني
إلا انها .. تستحيلني الى شجرةٍ
لا تمتلكُ من ملامحِ الصبرِ إلا جذعاً عبوساً
ويحُ جهلي
و قَد أنبأتني تلكَ العجوزُ
انَّ السحابَ في الصيفِ لا يأتي إلا بالمصائبِ
و حذرتني
من مَسِّ العيونِ و شعوذةِ النساءِ
و أنْ لا أقتربَ مِنْ بناتِ الأرضِ ..
المقعداتِ في حجراتهنِ
خوفاً من الجُسورِ و ضفافِ الشواطئِ
لم أكُن أعلم
انَّ النساءَ يشبهنَّ الحربَ
نموتُ من اجلهنَّ
بينما تتدلى أعناقهنَّ الى الرؤساءِ
الى أشباهِ الرجالِ
الى القاعدينَ خلفَ السواترِ
الرافضينَ أن يكونوا شُهداءاً مثلنا
أصحابُ الحظوظِ
و سياطُ الجلدِ
و مشانقُ التحريرِ
هؤلاءِ يمطرُ الله عليهم بكلِ ما أوتيَ من سحرٍ
حتى انهُ يجنبهُم المشيَ في شوارعنا الرثةِ
حتى لا تتسخَ أحذيتهم ببقايا وجوهنا المدعوسةِ فوقَ الاسفلتِ
أيُها الجوعُ
أنا لا زلتُ التهمُ وجعي !
مع تلكَ المرأةِ
و لا أشبعُ منها بُكاءاً
أُزكيها بأنينٍ
و أتركُ لها في صبيحةِ كلِ يومٍ
شيئٌ من بقايا ..
حيرتي
و دهشتي
و شدهي
و الكثيرُ الكثيرُ من الكوابيسِ التي تراودني كل شوقٍ
حينما أُريدها و لا تأتي
فلا أخرجُ مني إلا و أنا متعباً
تزجرني المنايا
خوفاً على الموتِ مني .. قَد يغريهِ حزني فيسبقني الى القبرِ قبلي