إيمانٌ وقَسَم
نص / أ . مصطفى جميل حجازي
إنّي لأُومِنُ أنّ في أعماقنا ناراً ونورْ
إنّي لأومِنُ أنّ في أحداق هذا الليل أقماراً تدورْ
وعلى جباهِ رمالنا برقٌ ورعدٌ خلفه مطرٌ غزيرْ
وعلى شفاه حروفنا لغة الصقور
فتهيّئي يا أمّتي وَلْتنْصِبي كلّ الجسورْ
*****
أقسمتُ بالوطن الكبيرِ بلا حدودْ
بالنهر يقتلعُ السّدودْ
بالآسِ وهو معانق جسد الشهيدْ
بالطفل يهتفُ حالماً بالعالم الأخضرْ
وبصوته الأسمرْ
وبدميةٍ مرميّة فوق الرصيف المظلم الأبترْ
بالتين بالزيتونْ
بالنخل بالليمونْ
بالجاريات من العيونْ
بالزعتر البريّ يعبق بين أحضان التلالْ
بالشاهقات من الجبالْ
بالشمسِ تلثِمُ ما تبقّى في بلادي من جمالْ
بالغيمِ مرّ على ثرانا فانهمرْ
بالغُصْنِ أثْقَلَهُ الثمرْ
بالكادحِ المشدودِ للمِحْراثِ والمَعْمَلْ
بالفأسِ والمِنْجَلْ
بالقمحِ تَحْضُنُهُ المناجلْ
ويتوقُ جَمْعَ شَتَاتِهِ كُلُّ البَيادِرْ
أقسمتُ يا وطني !!
سأعيشُ فيكَ ولا أُغادرْ
أطأُ الظلامَ بأرجلٍ من نورْ
كي لا يعيشَ صِغارُنا منْ بعْدِنا
في بابِ أبْناءِ القُصورْ