ترتيـلةٌ في رحــاب سـرمد المشــكاة (ص)
قصيدة الشاعر العراقي
أحمد القيسي
إلى الـذات الرّائعـة المُعلّم الإنسان محمّـــد (ص) في ذكـرى مولـده ألنبيل شمعـة عرفــان
ترتيـلةٌ في رحــاب سـرمد المشــكاة (ص) ..
أَكْبَــرتُ بُــرأَكَ عُـشّــاً يُـتْـمَـهُ الـزَغَـــبُ
……….. هـل يبلـغ العُــودُ شَــأْواً حـالـــه العَـطَــبُ ؟
لـكـنَمــا الأرضُ لا تُـبْلـــى ودائعُــهـــــــا
………...وحـكمــةُ الـغَيب امٌّ روعَــةٌ – و أبُ
حـيــن احـتَـوتـكَ جـنـاحـاً ظُـلَـةً و هُــــدىً
……...ما ضـاق بـابٌ - تراخــت دُونــهُ السٌّـبُـبُ
و حكمـــةُ الغيـبِ مـا ارتـدّتْ علـى سَبـب
…….. إلاّ استبــان ضـحى اصـرارهـا - سَـبـبُ
شـطــت حـوالــك عـــامّ الـفـيــل أيقظهــــا
………….مـيـــلادُكَ الـنــور كَفَ الله يـصطـحـبُ
بُـوركــتَ طـفــــلأ مـلاكــا يـرتـعـي غـنَمــاً
……...شـأنَ المَسیح ِوموسى - قبلُ مـن سَربـوا
واخْشوشَنَ الكـفٌ من كَـد على شَظَـفٍ
...يستحطـبُ الـرزقَ يطـوى عُـودَهُ السَّغـبُ
قد ينحني الصَخْـرُ أو تَشْـكُو الجبـالُ وَهىً
…….…..لكنَكَ الْحِلْـمَ فــى أَسـراره الـعَجَـبُ
دلّــىَ لَـــكَ الـكــونُ دانٍ طَــــوْع أنـمُـلــةٍ
... ذَهْلى عُـزُوفٍ – تَسـامى فَوقهـا النَّصَـبُ
فـــأي نـجــم يـلُــوكُ الـصَّـخْــرَ مُبـتهـجـاً
….……...يُـعاقـِرُ الـجـوعَ – جَوّابــاً و يَنْتَصِبّ
يُـصَـعِّــرُ القَلْـبَ لـلـدُنـيـا بِــمــا بَـذلَــتْ
…......منْ لاحِبِ الفَقْــرِ بُرجاً – دَربـهُ التَعَبُ
يـا أَنْــَبلَ الخَـلْـقِ و الأنـْـدادُ قَــد شَهَــدوا
….... و أصـدق الحُكـم أنْ أعـــداءَكَ انتَخبُوا
كَـــمْ حـكَّمــوكَ و قـــد آلُــوا لمُعـتَــركٍ
…..... وَ اسْتأمنـوكَ نَفيـسـاً – حيثُمـا عََزُبـوا
هّْــم بايعــــوك عـلى أصنـامهـــم ملكــاً
…........لومـــا قَبلْـتَ لأحْنَتْ دُونَكَ – الـرُّتَبُ
مـَنْ ذا يُـقـايـضُ مُـلْكـــاً بـالـشَّـقـا بـَـــدَلاً
.... مـن مَّخْمـلِ العَرشِ صَخْرَ الغارِ- يَنْقَلـبُ
أحبَبْتُـكَ – البُـرءَ ميّـاسـاً على شَظَفٍ
…...…....تلفَّـتَ المُلْكُ – لكن زانَكَ الأدبُ
فَهَـــلْ يُـقـــاسُ ُزلالٌ راِئــــــقٌ عّــــذِبٌ
..…. سُـمّـاً زؤامـاً عـلى تَـشْـرابـِهِ العَطَــبُ
قَـرْناً مِنَ البَذلِ عَدلاً أرضُهـا انْبَسَطَـتْ
..... إذ تُشْرِقُ الشَّمسّ في مُلْكٍ و تَغْتَـربُ
أحَبَّنــا النّـاسُ – بـايَعناكَ قِـدْوَتَنـا
....... حتّى انْثَنَيْنـا – فَفـاءَ الـسُّـلُّ و الجَـَـرَبُ
شـادُوا بكَ الكَوْنَ شَظَّىَ نُورُهُـمْ فَـلَقـاً
.... و أصعَـَب النّاس مِن بَــدْوٍ هُـمُ العَـرَبُ
لانُـــوْا دمـاثــاً و كـان الـــوأدُ نزعتهـــم
……..…. لمّــا أَلنْتَ فَلانَــتْ دونك العُقَـبُ
لمّــا رأوك خفيــفَ الـظــــلِّ تغمرهــــم
….....…..أبــاً رحُومـا , لكــل - قـبَـــه يـهـــبُ
الــكـــلُّ راعٍ - أمـيــــنٌ فـــى رَعِيََّـِتـــهِ
....…..لا الحقُّ حَمْــلٌ و لا الطغيــان يَذْتَئِـبُ
لِــمْ , لا أحبّــك .؟ قــد آليتنـى شرفـاً
…...من سالـف العهـد يتـرى والهـوى سبَـبُ
الله الله كَــمُ تَدنُــــوْ أيـــــا جَـَبــلاً
……….. و تَـستَحِـمُّ بـأَدنَى سَـْفحِكَ الـسُّحُـبُ
يا جامِـعَ الخَلْـق مــا شَطَّــتْ مَشاربُهُــمْ
…….... و أَشْـرَفَ النّـــاس لا تـرقـى به الرُّتَـبُ
كَـْـم مِــنْ عَـــظیمٍ هَـــوى كـفــاً ملطـخـةً
…......و أَلـفُ رومــا - رَمـــادَ الـغَــزْوِ- تَنْـَتحِـــبُ
فَحَسـبُـكَ الـنُّـبْـلُ – لا شـــاةً و لا شـجــراً
……....…... و لا جَريـحـاً مُـفِرّا شـاقــَـه الهَـرَبُ
و لـيـسَ يَـسـحَـقُ فِـيــلُ الـفَـْتـح أَضْلعَهــا
…......... و ليـسَ عـارَ اغْتِصـابٍ جُنْدُكَ ارتَكَبُوا
هَـْل سُـنَّ فـى الكَـونِ للتَّرويـعِ مِـنْ ثَـمَـنٍ
........... إذ يُسحَـقُ المَرءُ و الإحسـاسُ يُسْتلَبُ
عصر الحضـارات والإبـلاسِ مِـنْ رَهَـــقٍ
.…..... دمُ الـشُّعـوب - لِنــاب النَّـفطِ يُـحْتـلـبُ
أَلهَمْتَـنـا الـحَـرفَ والأضــواءَ فــى دَعَــةٍ
….....إذْ دُونَهـا البُغْضُ – حربٌ محنةٌ - رهـبُ
لـمــا دَنـــوتَ مــــن الأســــرار مبـلـغـهـا
.....….مِن قـابَ قَوسيـنِ أَدنـى- كِدْتَ تَقتَـربُ
و كُـنـتَ أَوْدَع مَـْن يَـسـعى عـلى مُـُثــلٍ
.….أولـى لـكَ اللهُ كـَمْ سالَـْمتَ – إذ نصـبــوا
دُفْـلَــى سُراقَــــةَ يكْبُــوْ تَحتَـــهُ أمــــــلٌ
.…….فكـان حِلْمَـكَ إذْ عـاهـَــدْتَ – ان يَـِهِبُـوا
قــد زايـلُـوكَ وحِلـمـاً زِدتَ مــا انْفَرَطــوا
..…..مـن ذا يُّـهـانُ ويُفْنَـى– عُمـقُـهُ الغَضَـبُ
هـل أَنتَ سحــرٌ, مـلاكٌ , رحمةٌ , مطــرٌ
…....... دفءٌ , أمــانٌ , رحـيـقٌ را ئــعٌ عَــذِبُ ؟
علَّمتنــا الـعَفـوَ بالحُـسْنــى لِسـيِِّـــئَةٍ
…...... و أشــرف الرَّدِِّ - أنْ تُـؤْذى فَتَحتَـسِـبُ
فَالمُرجـِفُـون َ و مـا آلــوه مِنْ نَكَــدٍ
…....كـم سِلمـكَ السَّيفُ – و الأقـلامُ تَحتَرِبُ
خَـــــوارط ُ العـمـــر ألـــــوانّ وأجنحـــةٌ
…...…. لا يـحـزنِ النَّـخْـلُ ينمــو حـَولــه الـغَرَبُ
والناكـثـون لإصــر العـهــد كـــم جنحـوا
….…….. مــا ضَــَّر بـَحـــرَكَ أنَّ الطَّيــرَ تَغْتــرِبُ
كــم يدّعـونَ و مــا فاؤواا إلـى سَلـَـم
......... بِئْسَ الضِّبـاعُ , دُجى أَسفارِها الشَّغَـبُ
فـى الـف عـام خـذلنـا ألـفَ معتـصـمٍ
….... و مخلَبُ الخَسْـفِ فى الأضلاع یَشْتَـذبُ
كــم حُــرَّة هلَّـلـتْ فــى سـجـن مغـتـصـبٍ
..…........ مـَوْتاً مَخَضْـنـا و لكنْ مّاتَتْ النُّــدُبُ
مـن ألـفٍ عـامٍ دُمــى أطفالِـنـا أغْتُصِبـتْ
...... شَواطِـيءُ النَّخـلِ فيها عَسعسَ القَصَـبُ
حَــزَّ الـرَّجــاءُ رِقــــابَ الصَبــرِ مُرتَجَئـاً
....... كم من مَسیحٍ على الأسـوار قد صَلَبُــوا
نَبَّأْتَـنـي , زَمَنــي - لِـلحُــبِّ مَتْلَفَــةٌ
….....و جَمْــرَة العِـشْـقِ فـي الكَـفّیـنِ تَنتَحـبُ
هـــا نحــنُ نُوقَــــدُ ثَلجـــاً مــن تـدلّهـنــا
..…..و خضرةُ الـرُّوحِ فـي الجُـدرانِ ُتصطَـلـبُ
مَـعــاوِلُ الـحـقـدِ قـــد فَـضَّــتْ جَماجَـمنا
….....….و ألف رأْسٍ بزعْـمِ الفـتـح تُغتصَــبُ
مــــاذا أبثُّـــكَ – أعـمــاقي مُـسَمَّــــرةٌ
…..….. و حـارسُ الحـرفِ للوسـواس يقـتَربُ
يدُنـو مِـنَ الجُــرحِ - لَـجَّ المِلْـحُ مُشْتَعِــلاً
…..….…. و بَسمَـةُ الـزّاج فــي نابَيــهِ تَخْتَلـبُ
مـَــلَّ الـرَّجــاءُ تَراخينــــا علـى كَـَســـلٍ
…... و جـذوةُ الحيـف فـى الأعمـاق تلتهــبُ
فـــى أمــــة آسَــــرَ الإعْقـــالُ غيرتهــــا
….....إذْ ما تثوب – دَعاهـا السُّكْـرُ والطَّــرَبُ
أسيافُنـــــا صُلَّـــتٌٌ – تِصْهــــالُ ألسِنَـــةٍ
...... لـم تَشتَـكِ الغَمْــدَ لكـنْ نَصْلُهـا خَشَــبُ
والمرتـعُ الخَصْـبُ فينـا حيثماـ احـتدَمَـتْ
….….تُـنـاطـحُ الرِّيــحَ - إشْـفـاقـاً فتَعـتَـضِـبُ
أَلْهَمتـنـا الحِـــسَّ لـكــن خَيلُنـــا خُطَــــبٌ
........ ناطَحـتَ بالنَخْـــلِ فيمـا خانَنـا القَصَـبُ
قـــد ألبَسُـونـا رُهابــاً - مـن تَخَيُّلِــــنا
.….….. و ناتَـفُـونـا جـنـاحـاً - مـا نَمــا الـزَّغَـــبُ
يـاأنت یا روعــةً فـي القـلـب نَنْقشُهـــا
…....….تُضْـرى عَنا الـرُّوح - أضلاعٌ وتَحْتَـدِبُ
إنّـى رسمـتّ بقُــرصِ الشَّمسِ – قافيتي
…..…..حُــرُوفكَ الخمس جَـــذْلَى رَتَّـــلَ الأربُ
مُحَـمَّــــــدٌ كـــانَ إنـسانيّــةً - مَثَـــلاً
…...طُهْـرَ السَّمـاء ونُبُــلَ الأرض - فاحْتَسِبُـوا