-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

الملمح الصوفي في قصيدة( وقوف على الغروب) للشاعرة العراقية زينب الدليمي


الملمح الصوفي في قصيدة( وقوف على الغروب)

للشاعرة  العراقية زينب الدليمي

بقلم / أ . محمد السروري






وقفت على مجموعة نصوص للشاعرة الأستاذة / (زينب حسن الدليمي) لفت انتباهي للوهلة الأولى ذلكم العطاء الزاخر فيها ألفيتني أعيد قراءتها كرات عديدة ..
قصيدة (و قوف على الغروب ) قصيدة عمودية ذات طابع إبداعي إن كانت في المعاني أو الألفاظ أو في التراكيب لغتها عذبة رقراقة موحية فريدة في زمن قل فيه هذا النوع من القصيد ..
و إذ تصب الشاعرة معانيها المستجدة في قالب العمود تضفي على قصيدتها بصمتها الخاصة و أسلوبها المميز ...

تطيل الشاعرة وقوفها على باب الغروب بكل أشكاله و معانيه مستحضرة الغياب / الرمز تتنفسه هواء و تشتمه مع هبات رياح فيافي المنافي ..و تحاول استيلاد الشوق و استحضاره عله يداوي جرحها بترياقه.. راسمة الأحلام على (أهداب شوقِِ تغفى) ....
وتخاتل الشاعرة بين الظهور و الرمز فتخفي صورتها على عاكس مرآتها العاكسة للمشاعر و الأرواح و استعارها تارة ؛ و للأجساد و ذبولها تارة أخرى .. هذا التخفي المقصود قصدا تجعله الشاعرة ملاذها للهروب من براثن القيود و الأغلال و الأصفاد .. و محرابا للمناجاة و الترقي و السمو..
الشفاه / ( الغاية) تصورها الشاعرة جرفا مليئا بالشهد الخمري الذي لا يوجد إلا لديها كـ (رضابِ غنجِِ) شموخا و كبرياء...
و هي بين حالتين : تراود الإثمال بعذب الكلام و "تدني كؤؤس القوافي " كرمزِِ للقرب ؛ سرعان ما تنشب مخالب الوجد أظفارها في صدر القرب و تنهشه نهشا ..
هذا التجاذب للمشاعر بين الأنا الأعلى / المحبوب القريب / البعيد نلمس عبق الوجد الصوفي (حفظتك بالسجود) و (ابتهالي فيك يشدو ) ( و لاقلبي من الآياتِ جفا) .. هذا النزع نحو الحب الصافي العذب / حب الحقيقة المطلقة السامية عن حدود الجسد تتلهف الشاعرة لفكِ الأغلال الحائلةِ دونه (والسلاسل قيد جيدِِ) لكي ترسم (الأحلام لوحا) وتعلق الشوق باهدابه ..
تستخدم الشاعرة الدليمي كما كثيرا من الصور التي زخرت بها القصيدة ( تنفست الغياب /ارسم الأحلام / مخالب وجده) وو الخ
و كذا وردت كلمات و تعابير عذبة و ألفاظ ذات إيقاع يخدم النص أيما خدمة (خفقان /خفاق / الإثمال /رضاب غنج / قيد جيدِِ)....
..هذا الوجد الصوفي الحار المتشظي بين الجسد و الروح كما عبر عنه الشاعر قديما واصفا هذه الحالة :
فبعضي في فنون الحب فانِ
و بعضي بين إخواني و أهلي
... و هكذا و إذ نلفى شاعرتنا بين الشروق و الغروب / الروح و الجسد /الأرض و السماء تهيم وجدا رضابي الغنج خمري الدلال سامي الروح تشطب أي قاموسِِ للبعد في لغتها وتفني دروب الأمس الماضية رانية بأقصى بصرها صوب المستقبل متحررة من قيود الفناء و البعد محلقة في سماوات اللقاء و القرب
ـ.... . ............
بقلمي / محمد مهيوب السروري
تعـز اليمن
في ٢٠ / ١٠ / ٢٠٢٠ م
.......................ـ
و هاكم ابيات القصيدة :

وقوف على الغروب..

على بابِِ الغروبِِ أطَلتُ وقفا
تنفستُ الغيابَ بريحِ منفى

ويَهمسُني من الميعادِ صوتٌ
أحارُ بأيّ ترياقٍ سأشفى

وأرجِعُ ارسمُ الاحلامَ لوحا
وفي اهدابِهم شوقي تغفَّى

فأنى والسلاسلُ قيدُ جيدٍ
بها المرآةُ وجهي قد تخفّى

فلا خابَ ابتهالي فيك يشدو
ولا قلبي من الآياتِ جفّا

يرافقُني صدى الاصواتِ وجدا
فأتلو من عبيرِ الهمسِ عزفا

على جرفِ الشفاهِ رضابُ غنجٍ
فمااسترخصتُ للميعادِ زلفى

وكنتُ أُراودُ الإثمالَ أدني
كؤوسا والقصيدُ لها تقفّى

مخالبُ وجده سكراتُ موتٍ
تعفّر في بقايا الروحِ ضعفا

حفظتُك بالسجودِ لدى يقيني
وجئتُ بلهفتي في النبضِ الفا

سيُلهمُني غرامُكَ كيف أشدو
فبعضي بات فيك هوىً وأضفى

أريدُك ان تكونَ الدهرَ مني
على جرحٍ يقيمُ الصبرَ صفا

لأنّك للبعادِ تشدُّ رحلا
فهاجَ خِفاق قلبي زدت رجفا

فما للبعدِ قاموسٌ برحلي
ولو تُفني دروبُ الأمسِ خفا
ـ..........
انتهى المموضوع

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية