دراسة أدبيّة تحليليّة
لنص " فلسفة الشوق " للكاتب العراقي قصي الفضلي
زخة ُ شغف من راحةِ الشوق
ِ تلفُّ خصرَ شفتيك بأشهى القُبل تَعانق كتفَ زيتونتي لتدون حروف العناق على أغصان العطش.. اسْتَوى يهمس للغيم جود ُ مساحات ِ الشوق لوابلٍ يطفىء لَظى الفقد من بقايا لهفةٍ تحتفظ بالكثير من وجهِها تحت مناديلِ الغسق
&&
.الشوق لغة يعني… الحب والهوى وكان يسمى للأشخاص قديما
أما فلسفة فهي رؤية الأمور بحكمة وتحميلها أكثر مما تتحمل ظاهرا .
بل شرح تفاصيل بواطن الأمور فيها
نص جميل من العنوان يتأطر الجمال ويشكل رونقه
يجعلك وكأنك تقف أمام بوابة كبيرة.، لحصن يخفي وراء جدرانه جمالا وروعة وأسراراً
تدفع القارئ لمعرفة ما تحمله من معان وتخفيه من درر .
زخة ُ شغف من راحةِ الشوق
فالزخة تستخدم لهطول الغيث من غيمات ربيع
تحمل ريّا لأرض عطشى وتحيل العشب ريّانا نضرا
فما بالك أن تكون هذه الزخة زخةٌ من الشغف .
والشغف . الشغف لغةً هو أقصى درجات الحب وأقواها، فالشغف هو الجنون بالشيئ
زخة من الهوى وبأقوى أنواع الحب
لكن ليس من سحابة ماطرة بل
من راحة الشوق
وكان الشوق كائن مجسد
وراحته راحة كريم سخي
يمطر عطاءً
صورة.، تتجلى بها فلسفة حب صيَّرتْ جزئيات الحب تفصيلا ونسجا،
وجسّدته جسدا وكينونة ،
ليكون ذاك الكرم
أما الشفاه من الحبيبة
فهي جسد لحسناء هيفاء الخصر .
والقبل شهية تلفها كنطاق،
يلف الخصر
وهل أجمل من هذا التشبيه تشبيه وإبداع
اما الحبيبة المقدسة التي هي كشجرة الزيتون رمز السلام والعطاء منسوبة. للكاتب… زيتونتي
كتف زيتونتي.. والكتف هو للإرتكاء و الراحة ..لحمل الاثقال رمز لحمل الهموم
لارتشاف الحنان والمحبة
وأغصان الزيتونة هذه
ألواح ناصعة لكتابة حروف العناق التي تترجم كلمات على أغصان الزيتونة. ثمارا .زيتونا .
وزيتا سيتوهج نورا في الصدور كتوهج الأسرجة بالزيوت
و أغصان تعاني العطش .
وهنا ابداع الكاتب بربط النص فلسفيا فيما بين السطور
ليعود لأول السطر و أول البوح زخة .والزخة ستنعش وتروي العطش
اسْتَوى يهمس للغيم جود ُ مساحات ِ
استوى .هو ذاك الشخص المجسد يهجر الانحناء مستويا، معتدلا ،
يرفع للسماء
والغيم عيونا .
تشحذ العطاء والجود
يطفئ لظىً فالنار الموقدة بين الضلوع هياما ،
لا يطفئها إلا ماطر الغيث ِ
أما الفلسفة في نظر الكاتب
إطفاء اللَّظى
وابل والوابل هو زخات تستخدم في عصرنا للرصاص أو السهام
وهل يظفئ النار وابل من الشوق المتقد يطفئ الفقد
ففقدان الأحبة يورث القلوب حرقة فراق كالنار تحتاج للقاء
لهفة العاشق الذي تورقه صور وجه الحبيبة
فتزيد الشوق اشتعالا
أما الغسق وهو بداية انبلاج يوم جديد
يشبهه الكاتب بالمناديل التي تخلق ظلالا
من العتمة لا توضح رؤى القلب للوجوه فلهفة الاشتياق ستبعث في الروح صبحا وحياة جديدة
استخدم الكاتب في نصه
صورا أبدع بانتقائها
جمع بين الأرض و السماء
بين زخات ترمز للسماء المدرارة
و الغيم
و الغسق الذي ربط بين ليل راحل و نهار زاحف .
تضاد بين نور و ظلام
لظى/ يطفئ.
اما فلسفة الأنسنة في النص باستخدام أعضاء جسم الانسان
شفة… كتف ..راحة ..الوجه .
مفردات و مترادفات تخدم غرضه
الشوق… الشغف ..اللهفة
خدمت مراده و مرماه…
استخدم حرف السين و الشين الذي أعطى للنص موسيقا ناعمة تهدهد النص بحنان .و توشي غرضه و هو الحب
و الغزل
و استخدامه ألفاظ ..العناق .والقبل والهمس ..
جعلت النص يفيض أحاسيسا مرهفة .
أبدع الكاتب سردا و وصفا .
وتصويرا وتشبيهات
فغدا النص لوحة فنية رائعة الألوان .
متناغمة بموسيقا
رائعة
أرجو أن أكون قد وفقت لاعطاء النص حقه من التحليل .ما يتناسب وجماله وإبداعه.
2020/4/1