في بلادي يشتمون الشمس لو تدعو لتحرير العبيد
لا أنصح عاطفيّاً مرهف حسّ بقراءة القصيدة .
في بلادي هَـلْ نَحيــد ْ ..؟
و سِــراط الــذِّلِّ
نبضٌ في الوريــد ْ
و كلامُ الفاسٍق المأجورِ
مُرتدياً عِمامَــةْ
عندَ جَهْــلِ القَــوْمِ
قُـــرآنٌ مَجيــــد ْ
قُـل لهم : طَـفٌّ
سَيبكونََ حُسيناً
قُـل لهُمْ : كَربٌ بـلاءٌ
يشتمونَ الكونََ
و الدُّنيــا
و مليـونََ يَزِيـــد ْ
في بـــلادي
نصبغ القلب كئيباً
بالسَّـواد
نَرتَـدي ثَوْبَ الحِـــداد ْ
و نَجُـوبُ الحَيََّ بحثـاً
عن شهيّ من محطّات الثَّريــد ْ
في بــلادي
يلتقي القـاتلُ و المقتُـولُ
ما دونَ اتِِّفـــاقٍ
يشجبونَ الموتََ و الأنفـالََ و التّاريخََ
في ذاتِ الصَّعيــدْ
كلُّهم اللهُ أكبــرْ يهتفون
يصرخونْ
يا بلادي - كلُّهم أبناء طينٍ
و بذات الطّينِ
طينـاً يعبثونْ
ينتمي القاتلُ و المقتول
و السّكّيـنُ و الأعنــاقُ
و الأظفــــارُ و الأحــــــداقُ
و الجــــلاّدُ و الحـــدّادُ و القــرّادُ
و النخّــاسُ و العسّـاسُ و العبّـاسُ
و الأطفــالُ و الأحقـــادُ
في ذاتِ هتــافٍ
يصرُخونْ
أللهُ أكبــــرْ .....
يدَّعُـــونْ
و أنـــا أبقى لوحدي
تائهــاً
عبثْ الجُنــونْ
حينَ لا تنحى كَــدَأْبِ القومِ تخشى
أنْ تكونْ
انّك القاتلُ -
و الرّاضي
و من جَلَبَ المنُـونْ
في بــلادي
يصرخون
يلطمونْ
كلَّما دونٍ يهـــونْ
في بلادي
صَرحَ ظُلـمٍ يحرسونْ
هَــول ظلــم يشجبـونْ
كلَّ فجـــرٍ
نحوَ مجهولٍ بغيضٍ
يزحَفْـــونْ
في بلادي
ليس ندري
من يوالي
ليسَ يُدرى مًنْ يَخُــوْنْ
يُورَثُ الأطفــالُ جَهْــلاً
ليس يدري الناسُ جهلا
لم هذا الموتُ
جبّــارٌ عَنيــد ْ
حيثُ تَكْتَسحُ المقابــر ْ
مُـدُنَ الأحيــاءِ
في صَخَـبٍ وَئيـــد ْ
في بــلادي
يَصعَـدُ النُّبــلاءُ ظُهــرا
فَــوقَ أَشـلاءَ اليَتامى
كلُّ حَيٍٍّ فيهِ مليون شَهيــد ْ
وَحـدها مُـدنُ الصَّفيــحِ
تُناطِـحُ الرِّيحَ العَقيــمْ
فَـوقَ أهليهـا تَطيــح ُ
في ظلال الموتِ دَوْماً تَستَريح ْ
يا بلادا كفَـرَتْ بالعقـلِ
بالإيمان
بالقُــرآن
بالبرهـان
طــه و المَسيح ْ ..
و مؤدلجــون
بالدَّجــلِِ المروِّعِ يفترون
يصنعون الموتَ في عتم الزّقاق
و يرحلون
مادونَ صيفٍ أو شتاء
لا يبردون
لا ينزفون
مربربون
جُـزُرَ العقيــق
مُدن الضَّباب
الآنَ
و الصَّخب المُزركش
من دمِ الفقـــــــــــــــــــــــــــراء
مــاساً يَرفُلــــونْ
يُثرثرون و يضحكونْ
يسكرونَ و يرقُصونْ
من دماء السّومرييّــن
قِلاعاً يَعرُشُـونْ
يا بــلاداً
ليس تدري مــا تريــد
و تغيبُ الشَّمُس دوماً
في دُخــان النخــل تغفــو
في جبالِ الإرزِ
و البُـــنِّ
و أقنـــانَ الصَّعيـــد ْ
يسحقونَ النمـلَ كي تَـرقَى المَساجدْ
و جحيمُ القاتِ يمحو الياسمين
يا بــلاداً
تنعَبُ الأجراسُ خيباتِ الأنيــن
حيث يخنُقها الصَّديد
في بلادي
ترفضُ الشَّمسُ شَروقَ المعدمينْ
في بلادي سوف نغـدو ذات يوم
دائحــين
نشحذُ الصّدقات
تُرسلُها بلادُ المُترَفينْ
نرتدي البالات
أسلابَ الشّيوخِ الرّاحلين
سَوفَ نبقى
رغم كلّ العـارِ و الخـذْلانِ
و الأشجان ِ و الحرمانِ
و التَّطبيلِ و التدجيل
و التَّضليلِِ و البُهتــان
دوماً
يرسمُ البُرَءاءُ رمزََ النَّصرَ
حُلْمــــاً
في خيام النّازحين
عائــــــدون
و على صبحٍ جديد
و على عهـدِ يقين
واثقــون
إنَّما الأرضُ عهوداً
لا تخونْ
سيجيءُ المخلصُـون َ
الرائعون المُصلحونْ
في بــــلادي
يحكمُ الأمّي كُفــراً
و صَبيّ الشيخ
قد أضحى عقيــد ْ
في بلادي
إذ تَحُـوك النُّونَةُُ الثَّكــلاءُ
مِنْ دَمْعِ الشَّهيــد ْ
ثَـوْبِ عيــد ْ
أيّ عيــد ..؟
في بلادي
لا جَـــديد
بهجـةٌ يـومٌ سَعيــد ْ
إذ يَـدُوسُ المـوتُ
بالآلاف
بالمجّــانِ
أتبــاعَ المُريــد ْ
هم يذوبُــونَ وَفــاءً
لا يحيـــد ْ
يَشْتمُــون الأنبياء
الشَّمسَ و الأقمـارَ
لـو تَدعُـــو
لتحــريرِ العَبيـــد ْ..