لَوْ أَنَّ لِلْأَرْضِ أَجْنِحَةً
لَوْ أَنَّ لِلْأَرْضِ أَجْنِحَةً
لَفَرَّتْ إِلَى جِهَةٍ أُخْرَى
فِي أَقَاصِي الْكَوْنِ الْفَسِيحْ..
فَالْأَرْضُ مَلَّتْ وَضَجَّتْ
أنْ تَدُورَ مِثْلِي بِانْتِظَامْ..
وَمَلَّتْ لُعْبَةَ اللَّيلِ وَالنَّهَارْ
وَاخْتِلَاطَ فُصُولِ التَّيْهِ كُلَّ عَامْ..
وَمَلَّتْ لُصُوصاً قَطَّعُوا أَوْصَالَهَا
وَمَا اسْتَطَابُوا نِعْمَةَ الظِّلَالِ
وَالشَّرَابِ وَالطَّعَامْ..
يَا أُمِّيَ الْأَرْضُ
يَا مَنْ حَمَلْتِ مِنْ أَوَّلِ الزّمَانْ
مَنْ خَانُوا عَهْدَ اللهِ
وَمَا ارْتَاحُوا حَتَّى فِي الْجِنَان !
غَرِيبَانِ نَحْنُ،
أَنَا وَأَنْتِ غَرِيبَانِ عَلَى الدَّوَامْ ..
فَلَا خِلَّ وَلَا ظِلَّ وَلَا أَمْنَ لَنَا
فِي لَهِيبِ هَذَا الزِّحَامْ.
كِلَانَا يَشْكُو بِقَلْبٍ جَرِيحْ
وَتَبْكِي عَيْنَاهُ هَوْلَ الْقَتْلِ وَالدَّمَار..
مَا عَذَّبَنَا يَا أمُّ
غَيْرُ طَيْشِ وَبَطْشِ الْأَنَامْ..
مِنْ جَحَافِلِ الْمَغُولِ وَالتَّتَارْ
حَتَّى صُكُوكِ الْغُفْرَانِ
وَبُرْصَاتِ الْحُرُوبِ وَالسَّلَامْ..
وِ مِنْ صَيْدِ الْعَبِيدِ
إلَى تَخْصِيبِ كُوفِيد الْجَدِيدِ
أنْيَابُ الْحَدِيدِ تَجْتَرُّ الْحِقْدَ وَالْإِنْتِقَامْ..
وَآلِهَةُ الشَّرِّ مَنْ تَجْنِي مِنْ مَقَالِعِ مَشَانِقِنَا الثِّمَارْ ..
فَانْتَفِضِي رَجَاءً،
رَجَاءً اِنْتَفِضِي كَقَلْبِي فِي الْمَدَارْ..
وَانْفُضِي مِنْ أَحْضَانِكِ
فِي غَيَاهِبِ السَّدُمِ الْكُبْرَى
أَحْفَادَ قَابِيلَ
تُجَّارَ الرّقِيقِ وَالدَّمِ الْحَرَامْ..
يَا أُمّنَا الْأَرْضُ،
تَعِبْنَا وَطَالَ فِي غُرَفِ الْإِنْعَاشِ الْإِنْتِظَارْ..
فَاقْلِبِي بِعُنْفِ حُبِّكِ هَذَا الْمَسَارْ
كَيْ نَرْتَاحَ مِنَّا وَكَيْ نَنَامْ.