عن قائل/ة
فتاة عابرة الأماكن ، شاردة الملامح، حدثتني حالها وهي قائلة: " لربما السبب في حديثي وشكواي إليكِ عدم قربك من دائرتي و أهلي ....
نتحدث وبعدها نمضي في الطريق كل واحد منا يسلك اتجاهه المقصود "
متابعة حديثها وعقلي يترجم كلامها حبراً على ورق لتقول و أكتب أنا....
الجميع يقول اسعد نفسك بنفسك ...كيف!!
والنكد يرافق طريقي ويطاردني لآخر ثانية قبل النوم
لنغفو سوياً ونتابع في المنام ؛ يا إلهي كم أنا محظوظة
فكيف أهرب بنفسي ولساني من غضب يلتهم بيتنا
و كيف أنجو من جلسة نقاش خائبة والكل يريد إثبات رأيه ولو على لسان قائلٍ!..
كومٌ من النحس يرافق طابقنا
تلال من الهمّ مرمية أمام بابنا
آذان محشوة بالقطن العازل لصوتنا
نلبسُ أثواباً خارج الباب وثيابنا البالية بالأفكار تتلبسنا في كل الحوارات ...
-يراودها "العابرة"خاطر في هذه اللحظات (التمني).
أتمنى لو ولدت في عائلة
يغمرها المال وتنام على ريش النعام(خلقت وبتمي معلقة من ذهب) هكذا يقولون
دعيني من هذا فالجميع لديه حلم الغنى والأملاك...
هذه اللحظة من اللحظات ليست سيئة بالإطلاق
فقد سبقها الأعنف وسيلحقها الأعظم
ولكنني أتوعد بالصمت وحفظ دروس أمي
من كلمة( مابعرف... ) .........
دروس العمر كثيرة ولكنني تلقيت منها مايكفي
لأفتح صيدلية بنادول في الأحشاء
الكل يظن في قلبه حسرة وغصة ولوعة وفقد واشتياق والباقي دمى بلا إحساسات ولربما لاندري في الشعور فهو ينمو بالأعماق.....
أما عن ذاتي اليوم فأنا كارهة كمثل أي يوم
لأي كلمة عائلية صاخبة ...
-لربما هنا كدنا ننتهي الحديث في المشهد الأخير:
بعد كل هذه التخيلات واللحظات لعل أجملها خيال طائرة تلوح لي أمام الشباك
تنتظرني ليحين وقت الانطلاق
ما أجمل اليوم ....أظنني سأبتلع الغصة لأدرك نكهة الفقد
الانتظار .. الخذلان .. الخوف .. الاشتياق .. الحرمان
مشاعري الدائمة الاعتيادية في كل يوم
ولكن سأبالغ الحديث عنها في الغربة
هكذا يفعلون ويكتبون ....
-ومضينا.