الحُبُّ يجيء متأخراً
الضمير كسيح
والحكمة عرجاء
وتاء التأثيث الساكنة
لم تعد ساكنة
شكّلتها البداوة على مزاجها
في صحراء قاحلة
أبواب مخلوعة
والمدينة خاوية بلا بشر
آثار الحروب تدشن آخر ما تبقى في ذاكرتها
في حاويات القُمامة
صَبيّة يتيمة فقدت أبيها
في حرب ليس له فيها ناقة ولا جمل
امرأة ثكلى تفترش الرّصيف
رجل كهل يمدّ يده للمارّة
وذاك الولد المشاكس
يبيع الماء في إشارات المرور
المرور مزدحم
والمدينة لم تعد صالحة للسكن
هجر الحُبّ ازقتها
ورحل حيث شواطئ المدن
التي تلعب بها الرّيح من كلّ الجهات
القيظ خانق
وتموز لا يعرف إلا الثورات
الحُبّ يجيء متأخرا
مُحمّلا بالأسى
لكِ الله أيتها المدينة الحزينة
التي لم تنفض عن كاهلها إلى الآن
ملامح الخراب
ونزق السّاسة