مرآة
أمل العناب - بغداد
تطالعني المرآة اذ اقف امامها..
تحاول ان تفكك ملامح وجهي..
تكركر بضحكة معطوبة
تنسكب صورتها في مقلتي على اتساعهما.
تخبرني مرآتي بالاكاذيب وبالنوايا البائسة..
مراوغة هي المرايا وتفشي الوجع بصلف..
تبتسم في وجهي وتثقله بالاحاديث الهامسة..
تحدثني في صوت كفحيح افعى..
تنفخ في جمر مخاوفي كي تحصد انفاسي المهووسة بالقلق
تعلن أنها لاتراني !!
وهذا ليس وجهي الذي يزين راسي انما وجهها..
وان وجهي تركته منسيا فوق الوسادة..يترنح في الدروب المزدحمة بالسواقي
وإن عينيّ غارقتان في حزن شفيف وإن خطتا تغريدة فرح زائف..
تحدق المرآة في وجهي..
ثم تستدير حولي ساخرة..تتصاعد ضحكاتها الهجينة
تلف فستانها وتنشره حولها..تمد اصابعها لتخطف نظارتي من فوق غرتي..
تضعها فوق عينيها وتنأى مبتعدة بغنج مستفز
لا مرآة امامي ولا وجه ولا ملامح