سحابةُ
حزنٍ خرساء
أ .
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي - العِراقُ
* في
رثاء الشاعر السوري عمر فهد حيدر ( رحمه الله )
واهمٌ
هذا المساءُ يتماهىٰ مع ليلِ الجراحاتِ الممضّةِ ينسلّ بينَ الصواعقِ يحاكي نعيقَ الغربانِ
يستدرّ دموعاً سواجمَ علىٰ مواكبِ نعيٍ كاذبٍ وترانيمِ لحنٍ جنائزيٍّ حزينٍ ما عدا
ممّا بدا فتهاوىٰ النصلُ ينقضّ يخفرُ العهدَ لمداد الشعراء إنّهم لا يموتونَ ما دامتْ
خوابي الشِعرِ معتقةً بسلافِ أرواحهم المستوفَزَةِ بفيضِ الاحتراقِ وما دامَ في القرطاسِ
ألف ألف حكايةٍ ومشاعر كالسنابلِ تتشظّىٰ وتنشطرُ كمتوالياتٍ هندسيّةٍ تنبتُ بكُلِّ
أرضٍ تعشقُ الاخضرارَ ما ذنبنا نحنُ العاشقونَ للضوءِ نعشُو نهاراً وتلفّنا ليالي السدمِ
وما لنا غير شموعنا السوداءَ تتراقصُ علىٰ صحائفنا الخرساءَ ونايٍ مستعرٍ يضرمُ في
القلبِ نيرانَ الشجنِ نلتصقُ بأديمِ الأرض بينما تسافرُ وحدكَ حيثُ فراديسِ الضياءِ
مشرقاً بالنبوءآتِ السعيدةِ ممتطيّاً أسرارَكَ الذهبيةَ وروحاً لا تفتأ تقاومُ العللَ
ونكباتِ الأزمانِ ملوِّحاً بكبريائكَ الأزلي تأبىٰ مكانتُكَ الساميةُ أنْ تفارقَ عالمَ
الذكرياتِ وستظلّ صورتُكَ في القلوبِ مبتسمةً حزينةً .